دعا الباحث في التاريخ سلمان رامس، إلى أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع الأرقام الموجودة عند الرحالة الأوروبيين، مرجعاً ذلك لعدم دقتها تماماً وأكثرها يعود الى التقديرات وليست الإحصاءات الدقيقة.
وأوضح رامس لـ«القطيف اليوم» بأن بعض الرحالة الأوروبيين كتبوا عن عن القطيف المدينة وقراها، والقطيف الواحة، وأخذوا يصفون ويقدرون ما هو موجود على الواقع أو ما رفع لهم من تقارير عن المنطقة، مشيراً إلى أنه عند المطالعة إلى بعض هذه الكتابات نجد تناقضاً واضحاً وأخطاء فادحة في تقديرهم لعدد السكان.
وأكد بأنه نوه في كتابه “جزيرة تاروت” إلى خطأ لوريمر عند تقديره لمساحتها، خطئه عندما قدر سكانها وعدد منازلها، فقد ذكر بأن عدد سكان جزيره تاروت 4000 نسمة وعدد المنازل 690 منزل أي بواقع 5.7 نسمة في المنزل الواحد.
وقال: “ولو راقبناه في كتاب دليل الخليج لوجدناه يعتمد على خمسة نسمة تقريباً في المنزل في أغلب إحصائياته في مختلف مناطق الخليج، وهنا نجد التناقض بين عدد المنازل وعدد السكان، فإذا علمنا أن الأسرة الممتدة هي النمط السائد في ذلك الحين الأمر الذي عاشه الكثير من إخواننا وآبائنا الموجودين بيننا الآن حيث يصل عدد النسمات في المنزل إلى أكثر من 12 نسمة وأكثر من ذلك، حيث كان يحتوي البيت في ذلك العهد كما يعلم الجميع الجد وجميع أبنائه وجميع زوجاتهم وأبنائهم”، مضيفاً: “وبذلك يكون عدد سكان في جزيرة تاروت باعتبار عدد منازلها 690 منزلاً كما ذكر لوريمر في ذلك الحين حوالي 8280 نسمة وهو أكثر من ضعف ما ذكره لوريمر”.
ونوه إلى أن هذا الحال ينحسب على ما ذكره القنصل الروسي الكسندر إداموف سنة 1912 للميلاد، حيث ذكر أن عدد المنازل في القطيف 6000 منزل بها 18300 نسمة، كما جاء في إحدى الصحف الإلكترونية في 7 يناير 2018 م، وهو رقم غير متناسق بكل المعايير، فهو جعل عدد نسمات في المنزل حوالي ثلاثة نسمة فقط، وهذا في غاية الغرابة وأبعد ما يكون عن الدقة، ولو أخدنا بصحة عدد المنازل يجب أن يكون عدد السكان في القطيف حوالي 70000 نسمة.
وأضاف بأنه بدون مبالغة إذا رجعنا إلى لوريمر مرة أخرى نجده يذكر أعداد السكان 5000 نسمة في العاصمة القطيف و5000 نسمة في الضواحي و16000 نسمة موزعين على قرى القطيف المختلفة، ثم أخذ يعدد المنازل في كل قرية من قرى القطيف، فوصل مجموع المنازل في مجموع القرى 4825 منزلاً، وهنا نجد التناقض بين مجموع عدد السكان 26 ألف نسمة ومجموع عدد المنازل 4825 منزلاً أي بمعدل 5.3 نسمة للمنزل الواحد الأمر الذي لا يتناسب مع ظاهرة الأسرة الممتدة كما بينا سابقاً، وباعتبار عدد المنازل صحيحاً فإن عدد السكان يجب أن يكون في حوالي 60000 تقريباً، فمثلاً ذكر أن عدد منازل القلعة 700 منزل وهذا يعني أن سكانها حوالي 8000 نسمة والقديح 350 منزلاً وهذا يعني أن سكانها حوالي 4000 نسمة، وسيهات 600 منزل أي حوالي 7000 نسمة، والخويلدية 150منزلاً فيكون سكانها حوالي 1800 نسمة، وهكذا بقية القرى التي ذكرها لوريمر، الأمر الذي يدعونا ألى أخذ الحيطة والحذر من الأرقام الموجودة عند الرحالة الأوروبيين فهي غير دقيقة تماماً وأكثرها يرجع إلى التقديرات وليست إحصاءات دقيقة.
صور جوية نادرة لواحة القطيف: