الشيخ الحبيل مندداً: قتل الجيراني اعتداءٌ على منصبه والعلماء

ندد رجل الدين البارز بمحافظة القطيف وإمام جمعة بلدة الربيعية سماحة الشيخ عبد الكريم الحبيل، بجريمة قتل قاضي دائرة الأوقاف والمواريث بمحافظة القطيف الشيخ محمد الجيراني، مؤكداً بأن ما جرى سابقة مؤلمة وقعت في منطقة معروفة بعلم وتحضر أبنائها وانتمائهم لمدرسة أهل البيت عليهم السلام.

وقال سماحته: ” كما نددنا سابقاً بعملية اختطافه، نندد الآن بقتله”، مبيناً بأن ما جرى لا يشك أحد في كونه جريمة ومن أكبر الجرائم لعدة اعتبارات، أولها كونه اعتداء على المنصب، حيث كان الرجل قاضياً مساعداً في محكمة الأوقاف والمواريث بالقطيف واختطافه هو بمثابة الاعتداء على المنصب وخصوصاً منصب القضاء الذي يجب أن يحترم وأن تكون له كرامة من الناس جميعاً.

وأضاف بأن الشيخ الجيراني هو أحد المشايخ والاعتداء عليه، هو اعتداء على صنف المشايخ وعلماء الدين جميعاً، وإن الاعتداء عليه بتلك الطريقة التي تمت لاشك بأنه يزيد الاعتداء بشاعة ويزيد الجريمة إجراماً.

ووصف سماحته ما جرى بأنه ظاهرة إرهاب للطرف المخالف، مشدداً على أنه في حال وجود أي طرف كان يخالفنا في الموقف أو الرأي يجب أن نتحمله، بل يجب أن نضع في حساباتنا بأننا حينما ننهج منهجاً معيناً أيا كان ذلك المنهج، سوف يكون هناك من الناس من يخالفنا في طريقة تعاطينا مع الأمور وفي السلوك والفكر والمعتقد، ويجب أن نضع دائرة واسعة لتحمل من يختلف معنا، مؤكداً بأن هذه هي طبيعة الشعوب المتحضرة.

وأشار إلى أن الشعوب التي وصلت إلى مراتب الفضل والحضارة والمعرفة تضع هامشاً كبيراً لمن يخالفها في أي موقف من المواقف سواء كان في السياسة أو المواقف الاجتماعية أو العقدية أو أياً كانت تلك المواقف والاختلافات، ويجب على الإنسان أن يكون متفهماً لذلك وأن يتعامل مع الجميع سواء مع من يوافقنا أو يخالفنا بمسافة واحدة، لا بالتهديد والوعيد والإرهاب والتنكيل فتلك طبيعة الأفراد المتهورين المتوحشين.

وأكد بأن مجتمعنا في محافظة القطيف ولله الحمد مجتمع متعلم متفهم متحضر، وحدوث مثل ذلك العمل بعيد عن الأخلاق التي تربى عليها من هم في احضان وتعاليم مدرسة أهل البيت عليهم السلام، مدرسة علي وما أدراك ما علي عليه السلام.

وشدد سماحته على أن ما جرى للشيخ الجيراني يندرج تحت الإخلال بالنظام، ولو أن كل إنسان اختلف مع آخر أو اعتدى على إنسان وجاء كل شخص يريد أن يقتص من الآخر سوف تصبح البلاد في حالة من الفوضى، والاحتراب، ويختل السلم الاجتماعي حينها، لذلك لابد من أن يحترم الإنسان النظام ويذهب للجهة المسؤولة لتقوم هي بواجبها للترافع والاقتصاص.

وختم سماحته بالتأكيد على أن ما جرى للشيخ الجيراني هي عملية مستنكرة ومتوحشة، يستنكرها الجميع ويستنكرها كل ذي رؤية وعقل وحس حضاري واجتماعي وإنساني، سائلاً الله سبحانه وتعالى ألا تتكرر في مجتمعنا وأن يديم علينا جميعاً الأمن والأمان والسلامة وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.


error: المحتوي محمي