عاشور: 75 – 80% من إصابات الوسواس القهري ترجع للوراثة

اعتبرت الاختصاصية النفسية عبير عاشور عمر 9 سنوات هو العمر الحقيقي الذي يمكن فيه تشخيص الطفل بأنه مصاب بوسواس قهري أو قلق عادي، مشيرةً إلى أنه قد تبدأ بواده بالظهور من عمر 4 سنوات بصورة قلق، وقد تخف مع مع تقدم مراحل في العمر وزيادة التجارب الحياتية ويستطيع التكيف معه، كما أن الأولاد أكثر عرضة من البنات للإصابة به.

وكشفت بأن 75 – 80% من المصابين بالوسواس يصابون به نتيجة لعوامل وراثية، وقد يصاب به آخرون لأسباب بيولوجية تكون تغير في كيمياء الدماغ، مع العوامل البيئية، وكذلك نقص في إفراز درجة غير كافية من أنزيم السيروتونين في الدماغ، منبهةً إلى أنه يمكن أن تكون هذه الأسباب متداخلة مع بعضها بدرجات متفاوتة.

جاء ذلك في المحاضرة التثقيفية، المقدمة من مركز البيت السعيد بصفوى، “الوسواس القهري عند الأطفال والمراهقين”، من الاختصاصية النفسية عبير عاشور، يوم أمس الثلاثاء 8 ربيع الآخر 1439هـ، بمقر مركز البيت السعيد، وبحضور عدد من الأمهات والمربيات والمهتمات بالشأن التربوي والإرشادي في المجتمع.

وعرفت عاشور الوسواس القهري عبارة عن وجود هواجس أو ضواغط تتسبب في علامات عدم الارتياح والإجهاد، وقد تستنفذ الكثير من الوقت، وتتداخل بشكل كبير مع الروتين أو العمل الطبيعي للشخص، وتظهر بصورة: أفكار، صور، دوافع مزعجة غير مرغوب فيها، تشغل ذهن الطفل، ويمكن أن تسبب قدرًا كبيرًا من القلق.

واستعرضت الاختصاصية أنواع الوسواس القهري عند الأطفال والتي تتعدد بين: الخوف من التلوث، الخوف من الحوادث العرضية للطفل وللآخرين، الخوف من الإيذاء الآخرين متعمدًا، التماثل والدقة، هوس الأرقام والتجميع، هاجس الغسيل، هوس التحقق بالاضافة إلى هوس الترتيب (التنظيم)، والطقوس العقلية، وهوس الاعتراف، شارحةً كلاً منها على حدى وبشكلٍ تفصيلي.

ونبهت إلى أن هناك فرق بين السلوك القهري واضطراب التوحد من ناحية تكرار السلوك إذ نجد في الوسواس القهري يكون عند الشخص اعتراف وإدراك بالخطأ من تكرار السلوك الممارس، بالمقابل في الاضطراب التوحدي لا يعترف بل يجد المتعة ورفض التغيير.

ودعت إلى علاج المشكلة من الناحية السلوكية، مع الأخذ عند علاجها لابد أن يكون على يد فريق متخصص ليتم من خلاله معرفة تاريخ المشكلة والنظر للعوامل الوراثية ومتى ظهرت، مع الأخذ بالتفريق بينه وبين الأمراض النفسية الأخرى ومنها القلق، مؤكدةً على الدور الذي يبذله الأهل في البداية من تدعيم وتشجيع لتخطي المشكلة، وهنا يكون الاطمئنان والدخول للعلاج والغالب قد يحتاج لصرف دواء من الطبيب النفسي.

وأرشدت لبعض التدخلات الأسرية التي من شأنها أن تعزز الرغبة للمصاب في تقليل وطأتها والتعايش بشكل سليم وفق السبل المتاحة، وذلك عبر اتباع عدة أساليب، منها: لا نشارك الطفل في هذه الطقوس وعدم مساعدته بل الدعم اللفظي، رواية القصص التربوية، ومحاولة الدعوة للتقليل من الممارسة مع قياس الآداء، تضعيف الفكرة بإيجاد القدوة، ومحاولة التعايش مع الأفكار الضاغطة، وهذا يكون بالحوار وتقدير للشخص.


error: المحتوي محمي