كيف نتعامل مع التغيير؟

عندما يسير كل شيء بيسر وسهولة في هذه الحياة قد يبدو للإنسان أن هذا لن يتغير، ولكن الأشياء كلها تتغير فدوام الحال من المحال.

نحن في عالم يتحرك بسرعة ودائم التغيير، وليس هناك شيء باقٍ كما هو، فكيف نتعامل مع تغيرات الحياة؟ يا ترى هل نتقبلها بصدر رحب أم نرفضها ونصبح متضايقين ونعيش في هم وغم ونكد واكتئاب؟

لا فالأمر ليس كذلك بل يجب علينا أن نتعامل مع التغيرات بمرونة، فاجعل نظرتك للحياة مثل جهاز القلب الذي يرسم نبضاته، فالمنحنى الخاص بالجهاز إذا ظل يعلو ويهبط فهذا يدل على أنك حي، وأما إذا ثبت على خط واحد فهذا دليل على توقف القلب عن العمل ومنه نهاية الحياة.

إن الحياة في الزمن الجميل كانت بدائية، فلم يكن هناك تلفزيونات نحركها عن بعد ولا محطات فضائية تنقل لنا ما يدور في هذا العالم أولاً بأول، ولا أجهزة ذكية نرى ونسمع فيها ما نريده بلمسة واحدة وما إلى ذلك من تطور تكنولوجي وغيره، وفي عالم الْيَوْمَ أصبح كل شيء يدار بواسطة الأقمار الصناعية التي تحوم في الفضاء، وتساعد الإنسان على الأرض بالاتصال بمن يشاء في هذا العالم الكبير عن طريق الشبكة المعلوماتية التي حولته إلى قرية صغيرة، وأصبح الإنسان فيها لا يستطيع أن يتحرك بدون جهازه الذكي الذي جعله يمشي وهو منحني الرأس.

فعندما تكون حياتك تسير في هدوء واستقرار وإذا بحدث يفقدك التوازن تماماً، أو ربما تكون قد صادفت شخصاً وشعرت أنه هو الشخص المناسب لك إما كصديق وإما كشريك للحياة ثم اكتشفت بعد ذلك أنك على خطأ، أو ربما أنك قد فقدت بعض العلاوات التي كنت تحصل عليها في وظيفتك، ووجدت نفسك محاصراً ببعض الديون بسببها، فاعلم أن الحياة قد تحمل لك مفاجآت في أوقات غير متوقعة بالمرة والتي تتطلب منك القدرة على التحكم فيها.

مع بداية العام الجديد 2018م العالم -كما نحن- مقبل على الكثير من التغيير، ولابد لنا من الاستعداد له وتغيير نمط حياتنا بما يتناسب مع هذا التغيير، ولكي لا نصطدم بما تحمله خفاياه لنا من تغيرات في الخدمات الأساسية المقدمة لنا مثل: الكهرباء، والماء، والبنزين وغيرها، والتي تتطلب منا تعويد النفس وأفراد العائلة على ثقافة الترشيد فيها.

إن فصل الشتاء يكون بارداً فلا تجعله مقياساً للارتفاع الذي سوف يحصل في خدمات الطاقة، وذلك لكون الطقس فيه بارداً ولا نحتاج لمزيد من الطاقة فيه، وعكس ذلك في فصل الصيف الذي لا غنى فيه عن خدمات التكييف. هذه الخدمة التي تقصم جيوب الجميع الغني والفقير، وتشكل ضغطاً كبيراً في سحب الطاقة وسحب الجيوب لذلك يجب على الجميع العمل على وضع طرق وخطوات للترشيد في استهلاك الطاقة.

هناك بعض الأمور المهمة التي ينبغي على كل فرد أن يعمل بها في مرحلة التغيير وهي:

١- لا تقترض من البنوك مهما وجدت من إغراءات منها لكي لا تدخل في متاهات الأقساط والالتزامات المالية.

٢- إذا كنت ملتزما بأقساط وتستطيع سدادها الآن فلا تتردد في ذلك.

٣- لا تقبل على شراء شيء أنت في غنى عنه حالياً لكي لا تسبب لك صدمة أو ربكه مالية.

٤- إبدأ بتغيير نمط وطريقة عيشك تدريجياً في استهلاك الكماليات والسفر والترفيه وأكلات المطاعم والكافيهات وغيرها.

٥- في حال تستطيع الذهاب لأي مكان من دون استخدام السيارة فاعمل بذلك، وذلك لترشيد استهلاك الوقود أو البنزين.

إذاً تلك هي الحقيقة أنه لا شيء ثابتاً في هذه الحياة ولا يمكن لأحد الهروب من متغيراتها، فترى الأموات من الناس يرحلون منها تاركين أحبائهم خلفهم يعانون مرارة الفقدان، وعلينا أن لا نحزن أو نتململ من التغيير فهذه ليست نهاية الحياة، فكل شيء قابل لذلك حتى الحزن والملل قابلين للتغيير إذا أردنا ذلك.


error: المحتوي محمي