لم نكرمه .. فكرمه الآخرون

علي سعيد مرار ، مهندس كرة اليد بنادي مضر ، أيقونة ، أفرزتها عشقه ، لناديه ، وطنه ، لعبة كرة اليد ، التي أخذها لضفتيه ، لتأخذه لضفافها العشب و الماء . على موعد في احتفالية تكريمية ، لشخصية رياضية ، لم يكن وقتها بمعزل عن معانقة معشوقته كرة اليد ، كنا دائمًا ، نلقي اللوم على ” قبعته ” ، نتيجة لكل هذا الوقت الكبير ، الذي يبعده عن أسرته تحديدًا ، لكنه لمن العبث ، لا ييصغي لنا ، إنما كان مع رفاقه ، يهدينا البهجة ، و يرسمنا وجهًا ، كضوء الشمس و أكثر إشراقًا . نعم ” لم نكرمه .. فكرمه الآخرون ” ، منذ فترة ليست الدقائق أو الثواني ، هي فسحة ، ابتعد حينها عن معشوقته ، أراد أن يكون مبصرًا ، رقصاتها ، خلخالها ، تطرب العاشقين رقصًا على ردهات المنصة ، و مكانية الجمهور من الفراغ حيزًا ، يملئ الصالات أهازيجها ، رائحتها لون عيينها ” برتقالي ” ، و رمشيها ” أملح ” .

بعد ساعات من الآن ، إلى بعض أيام ، يكرم علي مرار ، الذي يحلو ، لمحبيه تسميته ” الزعيم ” ، لا أعلم حقيقة ماهية سبب هذه التسمية ، لكن – ربما – ، لعشقه فريق الهلال ، الذي كان يلقب بـ ” الزعيم ” . يكرم ” مرار ” ، تكريمًا ، نراه متأخرًا عن موعده ، آلاف الأمتار ، المسافات ، يأتي تكريمه في لحظة ، تعصر القلب آه ، تعدوها آهات . – علي مرار – ، الشخصية ، التي مركزية رؤيتها ، أن تكريم كل من يخدم مجتمعه ، كل من يكون منجزًا ، كواجب عليه ، تجاه هؤلاء ، و ما لجنة ” سفير النوايا الحسنة ” ، التي استحدثت مؤخرًا ، إلا شاهدًا على هذه الثقافة التكريمية ، التي يتبناها ” مرار ” ، هي التحفيز و التشجيع ، و التنويه لكل من يمثل نموذجًا ، يقتدى به ، لتقتدي به الأجيال . كنا و لا زلنا ، أمنيات النفس ، أن يكرم – مرار – ، من قبل مجلس إدارة مضر ، كيان مضر – عشقه و أحلامه – ، بعد استقالته ، و ابتعاده ميدانيًا عن الرياضة ، عن كرة اليد ، التي شغف فيها عشقًا ، لتسكبه حياة .

نعم ، ألمحنا في مقال سابق ، كإشارة ، يتقنها اللبيب ، لإقامة تكريم في ذاتية الاتجاه و الظل – و لكن لكل عذره و ظروفه ، و كل سعي طيب ، هو سعي مشكور في ذاته و بيئته – ، و لعل تكريمه القادم ، تحمله الشواطئ ، خارج الأسوار الجغرافية لبلدة القديح ، – ربما – ، تحمل في طياتها لغة ، بلاغيتها باتساع الأفق ، أرادت أن تكون لغة ، يحتضنها الجميع بمختلف مشاربهم ، ألوانهم ، حدودهم الجغرافية . إن القديح بلدة صغيرة زواياها ، كبيرة بالإبداع و التميز باختلاف الأفق ، كم مبدع ذكرًا كان أم أنثى ، سبقنا و مضى ، متلحفًا كفنه ، و مبدع بيننا ، نبصره لا نحدق فيه ، نمشي بعيدًا ، نستجديها الخطوات ، فلا واقعه يعنينا و لا ظله ، ثمة شيء ، لنا أن نراجعه ، لتستقيم الخطوات .


error: المحتوي محمي