مازج الفوتوغرافي حسين آل سلطان بين الملامح الغربية بما تحمل من قسمات تختلف كلياً عن الملامح العربية، والتراث القطيفي الموغل في القدم، من خلال 50 صورة فوتوغرافية، تحكي التضاد بين حضارتين، حضارة تمثلت في وجوه أبنائها وأخرى في وجوه بيوتها وأحيائها، وحتى سواحل بحرها.
واستعان آل سلطان في مشروعه الذي نفذه خلال رحلة تعريفية بتراث المنطقة، لعددٍ من الشخصيات من جنسيات غربية مختلفة؛ بعددٍ من الوجوه، التي تنقلت في مناطق القطيف.
وتمثلت الخلفيات في البارزة في الصور بقلعة تاروت، والقهوة الشعبية الواقعة بجانب القلعة، والبيوت التراثية، والمخبز، ومتحف عبد الوهاب في دارين ومجمع ستي مول، كورنيش القطيف وعشاء من مطعم أيام زمان، وقد كانت هي الزيارة الأولى للسائحات، فيما ذكر آل سلطان لـ”القطيف اليوم” بأن القلعة والمقهى الشعبي كانا الأكثر تأثير من ناحية الجمال في الصور.
ورسمت الالتقاطات مدى إعجاب السائحات بالمنطقة، حيث بدت ابتساماتهن واضحة وهن يلتقطن الصور، كما أبدين دهشهن من عمر الأماكن، وعدد الأماكن التراثية، وظهر تلذذهن واضحاً وهن يتذوقن “خبز مريم” لأول مرة.
ولم تقف الدهشة على عمر الأماكن وجمالها، بل عادت المشاركات في الرحلة بأنفسهن إلى سنين مضت، محاولات أن يعشن تلك الحياة بتجربة بعضٍ مما كان فيها، حيث لبسن بعض الملابس التراثية، وقبعات القش، وأجزاء بسيطة من لباس البحارة القديم.
وكأي زائرٍ لذلك التاريخ المتمثل في بيوت شاخت جدرانها وبقي قلبها نابضٍ، فإن تلك الحضارة الهرمة جذبتهن ناحيتها، سيما متحف دارين وقلعة تاروت.
وعن مدى تأثير العنصر الأجنبي في الصورة التراثية ذكر الفوتوغرافي حسين بأنه يجد ذلك مشجعاً للمسؤولين لترميم المناطق الأثرية، واستقطاب الأجانب لزيارة الأماكن التراثية، وتشجيع أهالي المنطقة للإفراج عن مقتنايتهم التراثية والقديمة من أدراجها لتكون شاهداً لزائر القطيف حول حضارتها.
وأشار آل سلطان إلى أن وجود الأجانب في الصور كان له دور في إبراز التراث بخلق مفارقة بين الماضي العربي والحاضر الغربي، معتبراً أن الصور بذلك التمازج المختلف تصبح ملفتةً للنظر، حيث أنها ضمت بين براويزها وجوهاً غربية في صور تراثية عربية وملابس شرقية وفي مجتمع يضم ذلك التراث المميز كمجتمع القطيف.
من جانبٍ آخر، تحدث آل سلطان عن توجه فوتوغرافيي القطيف في الآونة الأخيرة لالتقاط تراث المنطقة وتوثيقه، معتبراً بأن تلك الجولات التوثيقية تعد جزءاً من حفظ التاريخ، كما أنها وسيلة لنشر تراث المنطقة وذلك من خلال المشاركة بها في المعارض المحلية والعالمية.
وأضاف:” أشجع المصورين أن ينشروا صورهم ويبرزوا تراث المنطقة، كما أنصح المصورين في أيام الكاميرا الفلمية أن ينشروا صور القطيف القديمة، من الطبخ في الأعراس ومنازل المنطقة ونخيلها وغيرها، حتى لا تتلف، مؤكداً على ضرورة المحافظة على ذلك الكنز بأرشفته.
الجدير بالذكر أن الفوتوغرافي حسين آل سلطان، عضو في جماعة التصوير الضوئي بالقطيف، وجماعة الكشته الفوتوغرافية، جماعة الخويلديه ألق، فياب flab، ولديه عدد من دورات التصوير، وله مشاركات فنية محلية وخارجية.