لأنه الحياة… ولأنهن فصولها

على سبيل المرح و الإحتفاظ لأطفالي بالذكريات فغالباً ما أربطها بالحكايا و أحيانا بالتمثيل، إحدى تلك الحكايا كانت مع جدهن، إمتثلت بالإستماع له و كأنني أعيد هيكلة فكرة ما، و كان الحوار كالتالي /
الجد : سيدات أنا إخترت أن أكلفكن بمهمة
ذهبن و عدن بدون رد، نظر الجد لي و إبتسمنا و قال :
راحوا يا سيد بناتك و رجعوا بدون رد بخصوص المهمة
السيدات : قلنا لك يا بابا بأن الجدة قريب تنام
الجد + الأب : ما سمعنا ردكن خير أم شر !

السيدات مصرات ع إنهن ردوا، لذلك قام الجد بالرد عليهن بطريقته الخاصة وقال : إنتون صادقات وإحنا صادقين
يمكن ماسمعنا لأن منشغلين بجوال أو نتكلم وإذا مارديت عليكم مفروض تكرروا عليي الجواب لين أقول ليكم شي يدل على إني سمعت، لكن خلوني أعطي مثال /

سيدات، فيه نوعين من البريد عشان يوصل بريدنا للناس، إكتروني و ساعي بريد، وقديم كنا نرسل البريد بطريقتين وحده منهم عادي والثانية مُسجّل، ويش الفرق بينهم؟!

تخيلي أن بابا سيدون في أمريكا وتبغي ترسلي ليه رسالة مكتوب فيها، بابا بعد السلام والتحية كيف الحال وكيف الصحة وإحنا بخير والجميع يسلم عليك.
هنا الرسالة تكون عادية ويمكن علشان توصل ليه تاخذ شهر وأكثر هذا إذا وصلت ليه ومانعرف نتأكد إذا وصلت لو لا.

نجي للنوع الثاني وتبغي ترسلي ليه وتحطي في الرسالة صور للأطفال وبعض الذكريات وتبغي متى متى توصل ليه ويقراها وتتأكدي إنه قراها، هنا ترسليها ليه مُسجّل ويجي ساعي البريد أيام أول أيام زمنا يعطينا ورقة مكتوب فيها معلومات وفي النهاية يعطينا توقيع الشخص إللي إستلم الرسالة إلا هو بابا سيدون مكتوب إسمه وتوقيعه يفيد بأنه إستلمها.

ألحين بما إنا عرفنا الفرق بين الثنتين أصبح لازم تعرفوا شي مهم وهو :
إذا بابا أو ماما أو أحد مهم ورسلنا نخلص شغله معينه زي ما أنا رسلتكم تشوفوا فلان ورحتوا شفتوه ورجعتوا بس ماقلتوا ليي الجواب هنا يصير رسالتي مو مهمة، لكن لو جيتوا وقلتوا ليي فلان شفناه وقال كذا هنا يصير رسالتي مهمة عشان كذا جيتوا وجاوبتوني بس لازم تتأكدوا إن الشخص المهم سمعكم .

هذا الحِوار الذي دار بين سيداتي وجدهن كان ممتعاً فعلياً ووصلت الرسالة لهن بطريقة جميلة، ومن الجميل أن يكون جو العائلة بهذه الطريقة من كسر الحواجز بين الكبير والصغير وإيصال المعلومات بطرق التشبيه والقصص، فكلما كانت الدروس قصصية كلما دخلت عقل الصغير سريعاً .

أتمنى تكون نقلتي هذي فيها فائدة للجميع وأتمنى إني ساهمت برسم الإبتسامة على وجوهكم بهذي اللهجة العامية، لعلمي القاصر بأن اللهجة العامية بالعادة تكون أقرب وقعاً للقلب وأكثر جمالاً .

تأملوا دائما أحاديثكم و إنتقوا الحكايا لأطفالكم لأن دروس الحياة يجب أن تكون هكذا حوار و ردة فعل و من ثم درس ..

• فكرة و أداء :
العم علي بن حسن آل زكريا

• تمثيل :
السيدتان فاطِمة و الزهراء السيد أيمن أبوالرحي

• إخراج و مونتاج :
السيد أيمن بن علوي علوي أبوالرحي


error: المحتوي محمي