رائحة النخيل تشد الزائر لزاوية نثرت على أرجاءها خوصيات، وباللهجة الدارجة في محافظة القطيف وتحديداً لهجة بلدة الجارودية يرحب بك منصور المدن الحرفي المنحدر من البلدة، والذي تأبط سعفياته ليطير بها إلى معارض الظهران الدولية ليشارك بها في “صنعتي”.
“تعلمت السف من والدتي”.. هكذا يجيب الزوار عن سؤالهم كيف تعلم المدن هذه المهنة وبكل احترافية.. ويعمل أمامهم أشكالاً بسيطة وسريعة ليخبرهم بأن عمل الخوصيات جميل ومريح للنفس.
وتجملت زاوية “خوصيات المدن” بالمنتجات الشعبية للنخلة فتجد الزبيل والسفرة وغيرها مما استخدمه الأجداد في حاجاتهم اليومية، وما ظل ينشده الأحفاد في ذكريات تحتفي بالتراث وترسم لهم مدى عناء وإبداع الآباء في حياة بريئة ولكنها لا توصف بالسهلة.
لم تكن مشاركته الأولى في “صنعتي” فالخوصيات أثبتت حرفيتها بين 73 أسرة منتجة، اجتمعت من تنمية القطيف وخيريتي مضر وسيهات،ونسائية العطاء.
وتشد الزاوية فنانات من القطيف مشاركات في المعرض أيضاً إذ أخذت الفنانة التشكيلية زهراء العلوي قطعة حصيرة من عمل المدن لتحولها إلى عمل فني بإضافة ديكوباج، وخطت فرحة آل سالم على إحدى أعماله عبارة: “خوصيات المدن” وكأنهما تؤكدان لكل عاشق للتراث بأن سلسلة الجمال لا متناهية الأبد.
واختتمت “صنعتي” يوم الجمعة 4 ربيع الثاني بعد مضي 5 أيام من الشعبيات، والأطعمة والأزياء ومطاحن الدقيق والإكسسوارات ومختلف الفنون والإبداعات وظلت في الذاكرة كلمة للمدن علقها في زاويته مشيراً للخوصيات والنخلة بأنها:” ليست مجرد تراث”.