السلوك المتهور الاستعراضي في قيادة السيارة

من حزني وآلمي أصوغ هذه الكلمات الحارة التي تشتعل في نفوسنا جميعاً من جراء الحوادث المرورية المؤسفة التي تقع بين الفينة والأخرى فتصيب وتقتل وتيتم وتثكل .ففي يوم امس استيقطت القطيف على خبر مفجع برحيل ثلاثة شبان في عمر الزهور، حيث باغتتهم مركبة مسرعة أثناء وجودهم على الواجهة البحرية لكورنيش الناصرة، وأودت بحياتهم.

هناك فئة من الناس مع الاسف تبحث عن الموت وتسعى إليه.

لماذا يصر هؤلاء الصبية والشباب والمراهقون، أحياناً على السلوك المتهور الاستعراضي، ويضربون بقول العقل، وحكم المنطق، وبالقوانين والتعليمات عرض الحائط؟

كلنا نعلم نتيجة التهور وقيادة السيارة بسرعة جنونية. ومن المؤكد أن ضحايا الحوادث أنفسهم كانوا على يقين بأن الموت نتيجة حتمية لـ “هوس” السرعة، والافتتان والمظهرية الخادعة، وتسلط النزعة الاستعراضية القاتلة.

أن كثيرا من المراهقين والشباب يستخدمون السيارات باستهتار شديد وبلا مبالاة في غير الأهداف التي وجدت من أجلها، فقد أصبحت السيارة عند هؤلاء مجالاً للفت الانتباه، وللاستعراض والتحدي.

لقد مزقت تلك الحوادث القلوب وكوت الخواطر وألهبت المشاعر حتى الطفل وعى هذه المشكلة بأبعادها الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية.

ايها الاب العزيز من المسؤول عن مسلسل هذه الحوادث وتكرارها بشكل مفجع؟ ماذا بعد (ساهر) والمرور السري وغيره؟ نحن ننتظر المزيد والمزيد من الوعي والتثقيف والابتكار فقد تنامى القلق عند الناس فالوقاية خير من العلاج.

وعلى إدارة المرور المعول في دفع السائقين إلى الالتزام بقوانين المرور.باكثر صرامة وعدم تهاون في تهور بعض الشباب عند قيادتهم المركبة .وخصوصا اثناء الاجازة وعند الواجه البحرية .
إن المسؤولية في الحد من الحوادث هي مسؤولية مشتركة بين رجال المرور والآباء والمعلمين والإعلاميين وغيرهم.

ولعل من الملفت للنظر أن السائقين الشباب الذين تتراوح أعمارهم مابين أربع عشرة سنة وخمس وعشرين سنة يقودون مركباتهم بسرعة جنونية وتهور مفزع وتنعدم تقريباً لدى غالبيتهم أخلاق الطريق فتقع الحوادث المؤلمة.

فكم من شاب راح ضحية السرعة والتهور .

انهم يجازفون ويقدمون السيارات لأبنائهم ومادروا أنهم بذلك يدفعونهم لمآسي قيادة السيارات! فهؤلاء المتعجرفون المتهورون إنما يحملون أكفانهم بين أيديهم ويعرضون من بمعيتهم والآخرين للخطر فما ذنب ذلك المسن وذلك الطفل بأي ذنب قتلوا؟

إن ما حدث من فاجعة اليمة يوم امس على كورنيش الناصرة عندما اقدم ذلك الشاب وهو يقود سيارته بسرعة جنونية غير مبالي بالقوانين وبمن في الطريق والحفاظ على ارواح الابرياء الذين يدهبون ضحية هذا التهور يجب ان يتنبه له الاباء والامهات والمسؤولين عن الحركة المرورية خصوصا اثناء الاجازة الاسبوعية التي يتجمع فيها الشباب على جانبي الكورنيش ويشجعون هؤلاء المتهورين عند القيام بستعراض تلك المركبة بتهور وعدم مبالاة بمن يتواجد في ذلك المكان.

ان هذه الحوادث المرورية تنم عن تهور وعدم مبالاة بحياة الآخرين، وتكشف عن مخاطرة بحياة المشاة والسائقين انفسهم، وهي حوادث ليست وليدة لحظة مفاجأة بل هي نتيجة سلوك غير واع، ولا يمكن وصفه سوى بأنه نوع من الجنون.

لكل شاب اقول. ليست السرعه الزائدة والتهور في القيادة من الرجوله وإنما هي من الحماقة وقتل النفس وقتل الأخرين وإصابتهم وقد حرم الله قتل النفس فقال تعالى ” ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ” اكن أنت أيها المتهور ليس عندك رحمة بنفسك ولا بغيرك فاتق الله في قلوب الامهات الذين ثكلوا في ابنائهم بسبب تهورك.

إن القيادة فن وأخلاق، واحترام انظمة قيادة السير ومعرفتها وتطبيقها بشكل سليم يعدّ السبيل الأمثل للحفاظ على سلامتك وراحتك.

إننا نتألم جداً على شباب في عمر الزهور ذهبت أرواحهم بسبب طيش بعض السائقين ورعونة قيادتهم.
رحمهم الله بواسع رحمته واسكنهم فسيح جناته واخلف على ذويهم بالصبر والسلوان .


error: المحتوي محمي