مسلسل الموت بسبب التهور أثناء القيادة

يبدو أن التاريخ يأبى أن يغير مساره في بلادنا ويجعل نهاية لمسلسل الموت اليومي للناس بسبب حوادث الطرق والتي يتسبب فيها بعض المراهقين.

في صباح يوم الجمعة ٤ ربيع الثاني ١٤٣٩هـ استفاقت القطيف على حادث مأساوي وقع على الواجهة البحرية في منطقة الناصرة، راح ضحيته ثلاثة شبان في عمر الزهور رحمهم الله تعالى، والرابع في حالة خطرة نسأل الله تعالى له بالشفاء العاجل، حيث باغتتهم سيارة مسرعة أثناء وجودهم على الواجهة البحرية وأودت بحياتهم، فمن المسؤول؟.

نتناول في هذا المقال ظاهرة أصبحت منتشرة بين الناس في المجتمع بشكل ملحوظ وهي: السرعة والتهور وعدم التقيد بأنظمة السلامة أثناء قيادة السيارة، وكما يبدو أن القدر المحتوم مافتئ يلازم هذالشعب الذي أنهكته المصاريف الباهظة لاقتناء أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الأجهزة الذكية، والتي أسأنا استخدامها وجعلناها سبباً لمعظم حوادث الطرق المميتة التي تعد ارهاباً لا تقل خطورته عن الإرهاب المنظم في بعض دول العالم.

إن الأماكن العامة التي يرتادها الناس ليست مكان للإستعراض بما نملك من سيارات ودراجات نارية وغيرها من وسائل الإزعاج، التي تهدد حياة الناس وخصوصا الأطفال والشباب الذين يمارسون اللعب والإستمتاع في تلك الأماكن. أكثر من حادث مروري وقع وراح ضحيته أطفال أبرياء وشباب في عمر الزهور بسبب الإهمال واللاوعي، والتهور الحاصل من بعض المراهقين بقيادة المركبة بسرعة عالية في الأماكن العامة، وغيرها من الأسباب أثناء قيادة السيارة.

إن ظاهرة بروز الأطفال من النوافذ والفتحات السقفية للسيارة أثناء قيادتها أصبحت منتشرة بين السائقين في المجتمع، وهذه الظاهرة تسببت في إزهاق أرواح بريئة معظمها من الأطفال الصغار الذين لا ذنب لهم سوى غياب الوعي عند قائد المركبة والذي كان هو السبب في إنهاء حياتهم! ولهذا يشعر المتأمل الْيَوْمَ في حياتنا بالامتعاض والحيرة تجاه هذه الظاهرة المنتشرة في مجتمعنا وتستفز مشاعرنا ولا نستطيع منعها.

 إن حضن الأم هو صمام الأمان الطبيعي لأطفالها في كل شيء! ولكن هذا الصدر قد يخسر قطعة من كبده في حال التهاون بترك الطفل أو الطفلة يبرز من نافذة السيارة أثناء سيرها على الطريق وهو في حضنها من دون حزام أمان، فيا عزيزتي الأم ويا عزيزي الأب إذا كنتما تظنان أن إسعاد أطفالكما بتركهم يبرزون من نافذة السيارة أثناء سيرها فأنتما واهمان، ولكنكما وللأسف قدمتما دعوة صريحة إلى أطفالكم بالموت أو الإعاقة! فلا تكونوا سبباً في ذلك.

على كورنيش القطيف وقع أكثر من حادث مروري راح ضحيته أناس أبرياء بسبب هذه الممارسات المريبة، فهل يعي هؤلاء الناس الذين يتجمهرون في الكرنيش ويتسببون في إزعاج مرتاديه والناس الأمنين في بيوتهم القريبة منه، وكذلك الناس الذين يستخدمون تلك الشوارع.

فإلى متى يستمر هذا المسلسل المرعب من حوادث السيارات المميتة التي تقع في الشوارع وعلى الواجهات البحرية؟ والتي تنتهي بنهاية مأساوية ضحيتها شبان في عمر الزهور! ونعمل على وضع حد لها.


error: المحتوي محمي