رسومات منزل «المطاوعة» الجدارية.. مصدر إلهام لفوتوغرافيي القطيف

و ثق مجموعة من الفوتوغرافيين في القطيف، الفوتوغرافي محمد الخراري و السيد محمد ناصر الخضراوي والسيد موسى الشميمي، منزل الحاج المرحوم، مهدي المطاوعة ببلدة القديح، المنزل الذي كانت جدرانه تحتضن رسومات، وصفها الفوتوغرافي محمد الخراري، بأنها عفوية مكررة بألوان مختلفة كساعة حائط ومبخر ونارجيلة وميزان ودلة، و بعض التشكيلات الهندسية البسيطة.

وبين الفوتوغرافي محمد الخراري، عضو جماعة التصوير الضوئي بالقطيف ورئيس الجماعة، لعام ٢٠٠٩ – ٢٠١٢، بأنه مهتم ببتوثيق منزلٍ، يحتوي على رسوميات منذ فترة، ومهتم ” برائحة المكان “، وفي أن يبعث هذه الرائحة من المكان إلى المتلقي عبر الصورة، وقال: ولدى أجدني منبهرًا بكل ما يحقق ذلك، مؤكدًا بأنه جزء من حياة الناس وآثارهم التي يحاول تقفي أثرها، ورصدها.

وأجاب في أن التوثيق الفوتوغرافي ثقافة، كيف هي بين دهاليز العالم الفوتوغرافي والثقافي والفني في القطيف، ومدى الحاجة إلى تفعيل عنصر التوثيق، و الفائدة منه: نعم، ثقافة التوثيق الفني و الثقافي ، نجده غائبًا نوعًا ما، و إن كانت هناك جهود ، لضبط بوصلة هذا الاتجاه الفوتوغرافي المهم ، الذي يجمع بين الثقافة و الفن ، عبر الالتقاطات المدروسة ضوئيًا و معرفيًا .

و قال : – لله الحمد – ، بدأ هذا الاتجاه بالنمو و الوعي ، مؤخرًا و قبل ٣ أشهر تقريبًا ، تم تأسيس فريق التوثيق بالقطيف ، الذي جاء بمبادرة الأستاذ إسماعيل هجلس ، و يتكون الفريق : إسماعيل هجلس ، محمد الخراري ، أمين سماح ، وائل الجشي ، علي المادح .

و أوضح أن الفريق ، يسعى لتوثيق المنطقة معماريًا و حضاريًا ، متطلعًا إلى بث الثقافة التوثيقية بين المصورين في كل وطننا الكبير .

و نوه إلى أن وسم #رائحة_المكان ، جاء إلهامًا من مصور حياة الشارع الشهير بروس غيلدين ، أثناء تعريفه لصور حياة الشارع ، بقوله : إنك إذا شممت رائحة الشارع من خلال الصورة ، فهي صورة جيدة ، موضحًا إنه اختار #رائحة_المكان ، كوسم ، يعبر عن صوره ، التي تختزن هذا المفهوم أثناء تصويره حياة الناس أو حياة الشارع العفوية .

و أكد أن التوثيق البصري ، يحمل بين أروقته و حيثياته بيئة اجتماعية و ثقافية ، تعرف المتلقي على ما كان عليه السابقون ، و ماهية الهوايات ، التي كانوا يتمتعون بها ، لغة بصرية ، يستفيد منها الفوتوغرافي من خلال صنع مادة فوتوغرافية ، و قال : لاشك ، أن هذا التوثيق ، و بشكله الفني و الثقافي الواعي ، يمنح المتلقي تصورًا عن البيئة المصوَّرة ، و بقراءته ، لهذه الصور ، ستتكون لديه فكرة كبيرة عن ثقافة المنطقة ، إضافة إلى أنها ستضيف مخزونًا من الصور المليئة معرفة و ثقافة ، لأرشيف الفنان.

و عن تجربته في منزل ” المطوع ” أفاد ، بأن كل مثير لعين و روح الفنان ، سيؤطرها و يلتقطها ، حسب رؤيته الخاصة ، مشيرًا إلى أن لدي عدة تجارب ، تحكي مثل هذه القصص ، و يحاول بين فترة و أخرى نشرها عبر قنوات التواصل الاجتماعي .

و لفت إلى أن تغطية منزل ” المطوع ” ، زمانها ثلاث فترات ، بداية بالتصور الذهني لما عليه المنزل من رسومات ، وكيف يمارسها المرحوم المطاوعة بعفويته ، و أخرى لصور البيت من الخارج ، و الثالثة لداخل البيت .

و اعتقد أن الزيارة الأخيرة ، كانت الأوعى بحكم تراكم الأفكار حول كيفية نقل الرسومات و دلالاتها للمتلقي ، كما أن الرسومات تحكي ، و تصف بشكل كبير ما كان عليه المرحوم من اهتمامات خاصة تجسدت فنيًا في رسوماته . مؤكدًا أن المنزل ، مليء بالحكايا المثيرة ، لكثير من المهتمين .

و لكل فنان فوتوغرافي موقف أو القطة ، تسكن ذاكرته ، لكنها مع ” الخراري ” ، لها طابعها الخاص ، و قال ” لكل زوايا البيت بلا استثناء ، عبارة عن لقطة واحدة كبيرة ، و لوحة فنية مترابطة ، رسومات عفوية ، متكررة ، عدد محدد من الألوان ، ولذا البيت كله ، يسكن في الذاكرة ، و لا يمنحك فرصة ، لتفضيل زاوية على أخرى .

و نوه إلى أنه بعد التغطية ، الحاج المطاوعة ، يمثل في ذاكرته الآن ، بكونه سألت الفوتوغرافي السيد موسى بعد انتهائه من التصوير : حدثني عن المرحوم المطاوعة ؟ الذي أجابه : إنه التفاؤل و الحب و البساطة و العفوية من أهم سماته، معلقًا و هذا مطابق تمامًا لعفوية رسوماته ، ليسكن ذاكرته ، سكنًا لا يغتاله النسيان ، ليهطل ، كالغيمة الزرقاء قطرات على الذات و الفكر ، و بكل ما تحملاه اللقطة من جماعلية و معان .

و بلغة الحسرات أحرفها ، و نبضات القلب في احتراقاته شوقًا ، نوه إلى حسّرته بعدم تصوير والده – عليه الرحمة – ، وهو في عمله كوزّان في سوق السمك المركزي ، مفيدًا و قد يكون ، هذا دافع للحرص على تصوير كثير من الزوايا المهملة ، لتبقى في ذاكرة الناس .

و نصح ” الخراري ” ، الفوتوغرافيين ، بالتوجه لأي محور من محاور التصوير ، وأي اتجاه من اتجاهاته بشرط الشغف الحقيقي له ، لا من أجل إرضاء المتلقي بمواضيع مثيرة فقط .

و قال : إن المحيط ، الذي نعيشه مليء بالحكايا ، و نمتلك زوايا عريضة تمحنا الإلهام ، فقط نحتاج تصوير فكرنا قبل تصويب عدستنا نحوها ، داعيًا و لكي تميز عزيزي المصور ، ما عليك إلا أن تكن أنت .


error: المحتوي محمي