ربما لو تسنى للشاعر الراحل حسن السبع، حضور أمسية “بوصلة للحب والدهشة”، لأعاد النظر في أبياته “يا صديقي.. ما الذي تقترف الليلة من أحلامك الأولى.. وماذا ستغني لتضاريس البلاد”، حيث اقترف أصدقاء الراحل ما لم يجربوه من قبل، ودارت الرحى شعراً ونثراً وموسيقى وقصائد مغناة ملونة بريشة التشكيليين، إلا أن ما لم يفكر فيه الشاعر أو فكر فيه ولم يره، أو رآه حلماً عابراً، أن تجتمع تحت اسمه ملتقيات ثقافية وتقدم له تحية تليق به في مكان واحد.
نظمت جمعية الثقافة والفنون في الدمام، أمس الخميس 19 ربيع الأول 1439 هـ، وبمشاركة الملتقيات الثقافية “ملتقى الفنار، والوعد الثقافي، وديوانية الملتقى الثقافي، ومنتدى الثلاثاء، ومنتدى سيهات الثقافي، وجماعة الفن التشكيلي في القطيف، احتفاء بتجربة الشاعر الراحل حسن السبع بعنوان “بوصلة للحب والدهشة”.
افتتحت الليلة التي قدمها الإعلامي محمد الحمادي، أخرجها المخرج راشد الوثان، بفيلم وثائقي للمخرج محمد الفرج، استعرض جانباً من مسيرة السبع الأدبية، وأبرز مراحل حياته الشعرية، ومتجولاً بين مكتبته وأرشيفه وصوره الفوتوغرافية، ليقدم بعده الأستاذ الدكتور سعد البازعي شهادة نقدية عن تجربة الصديق وتجربة الشاعر، ويقرأ الشاعر محمد الماجد والشاعر عبدالوهاب أبو زيد، قصيدتين تكريماً للشاعر، وللمخرج السينمائي محمد سلمان فيديو آرت مزج به الصورة والفيديو والتقنيات الفنية، ليقدم بعده الفنان عماد محمد أغنية نرفانا من كلمات الراحل وألحان محمد عبدالباقي.
وجسدت لوحة البروتريه الفنية من أعمال الشاعر والفنان التشكيلي منير النمر شخصية الشاعر الراحل حسن السبع، وأهدى النمر جمعية الثقافة والفنون اللوحة بمناسبة الاحتفاء بتجربة الشاعر الراحل “بوصلة الحب والدهشة”.
وتعد لوحة النمر البروتريه الوحيد بين اللوحات التي تم عرضها في المعرض، واحتفت الجمعية باللوحة، إذ أفردت لها مساحة خاصة في المدخل الرئيس الذي يحتوي على الجلسة الخارجية، وتفاعل معها الحضور من كتاب وشعراء ومثقفين، كالكاتب نجيب الخنيزي، الشاعر علي الدميني، الشاعر ناصر الثويمر وغيرهم ممن التقطوا صوراً تذكارية مع اللوحة والفنان، فيما عبر أحمد الملا رئيس جمعية الثقافة والفنون عن شكره للفنان النمر على هذه المبادرة.
وقدم خلال الحفل 53 عملاً فوتوغرافياً تناولت أرشيف وحياة الشاعر وأمسياته المتنوعة داخل وخارج المملكة، كما قدم التشكيليون والخطاطون 29 عملاً فنياً وخطياً، قال عنهم المشرف على المعرض الفنان عبدالعظيم شلي: بين حلكة الألوان وبهجتها، وتشكل الخطوط وتعبيراتها، وانسيابات الخطوط العربية ومقاماتها، يتقاسم التشكيليون والخطاطون صوراً مقروءة من عوالم (حسن السبع ) المتخيلة عبر نصوصه الشعرية والروائية ،كل له أسلوبه فيما أبحر من رؤى وانطباعات .
ثمة أعمال ليست ترجمان مباشر وإنما هي مقاربات وجدانية مشتركة بين القلم والريشة، بل هي اختلاجات فيضية لمشاعر الحب والعشق ، لون مسكون بدلالة الكلمة وعمق معانيها ، وكلمة تنبض بألوان الحياة المفعمة بالفرح والدهشة ، عبر ستة عشر فنانا يعزفون لحن الوفاء ، احتفاء وتحية من ألق ، وإعجاب وإجلال لقامة عملاقة وشامخة في دنيا الوطن.
كما تناول المخرج محمد الحلال قصيدة “مرآة بلقيس” كمشهد مسرحي مونودراما قام بتمثيله الفنان حسين يوسف، وتم توزيع آخر المجلات الثقافية التي قدمت تجربة الشاعر “المجلة العربية” “القافلة”، بالإضافة إلى كتاب “بوصلة للحب والدهشة” ، كتاب “كل الطرق تؤدي إلى المزرعة”.
كما كان لزميله الكاتب عبدالرؤوف الغزال كلمة عنه، واختتم الاحتفاء بكلمة العائلة قدمتها ابنة أخيه رائدة السبع.