لا يشك كل إنسان واع ، أن المكرمين – الأفاضل – ، في الحفل التكريمي ، الذي جاء بعنوان ” رموز من القديح ” ، يستحقون التكريم ، يقال ” أن تأتي متأخرًا ، أفضل من أن لا تأتي ” . إن المبادرة في نوعيتها ، و إن جاءت متأخرة إلا أنها جاءت ، تحمل بين ذراعيها ، تجذيرًا لثقافة التكريم في المجتمع . إذًا لابد منطقيًا من الاهتمام بتكريم ، الذي يستحقه – التكريم – ، بعيدًا عن عدمية الاستحقاق أو المجاملة على حساب القيم ، ليأتي التكريم في مكانه ، ليعطي أكله الطيب .
إن لكل عمل اجتماعي سقف طموح ، من خلاله يخضع لمعايير و أسس منطقية ، و جميل أن يكون في زواياها مفعلاً ، تفعيلاً إيجابيًا نوعيًا ، لذا من الضرورة بمكان معرفة ماهية التكريم في معناه الثقافي و التربوي ، و ما يترتب عليه من مقومات ، تتناسب ثقافيًا مع مسار الأمنيات ، لتكون بوصلة عطاء في قادم الأيام . إن تكريم الإنسان لا يأتي لشخصة بقدر أنه يأتي للأعمال الخدمية و الكفاءات العلمية المعرفية و الثقافية و المنجزات الرياضية ، و سواها من الألوان والمشارب ، التي تصب ، كنهر عطاءات في خدمة المجتمع ككل . وعليه فإن الدقة في اختيار المكرمين ، هي القيمة النوعية فيه ، وحين يخالجه الإسراف في تكريم من لا يستحقه ، فإنه خبط عشواء ، يفقد القيمة لونها ورائحتها .
إن معرفة تلك الجهود و دراستها ، تفعيلها و إكمال تطلعاتها ، لتكون منارًا ، لتأتي الأجيال تبعًا لما قاموا به – الأولون – و قدموه ، يتعلم من الأخطاء – إن وجدت – ، صعودًا في تلبية الآمال و الطموحات ، لذا نسميها مجازًا ” صلة رحم اجتماعية معرفية ثقافية رياضية ” . لنا أن نتصور المشهد الدرامي ، الذي تمتزج فيه المشاعر الإنساينة و المواقف الأخلاقية ، والتزواج المعرفي الثقافي ، والرياضي ، حيث يجلس الأجداد والآباء بجانب الأبناء ، ليبعث في ” الزمكانية ” ، حالة الأنس والتواصل بين الأجيال المتعاقبة والمتلاحقة ، ثمة انتشاء ذاتي وتلاقح عقلي . حينها سيشعر الأجداد والآباء ، بأنهم لازالوا الضوء ، الذي لا تخبو جذوته ، لأنه يسكن الذاكرة لديه ، ولدى الأجيال .
حقيقة وليس مجازًا ، حيث المجاز قد يغري الماء ، ليكون كأس فراولة أو آيس كريم بطعم الفاكهة ، فإن مبادرة التكريم ، مبادرة قيمة في محتواها ، والمجتمع الذي يكرم رموزه ، يتمتع بالحياة والحيوية . كلنا أمل في أن التكريم لا يقتصر على الرجل ، لينحني تواضعًا وألقًا ، فخرًا واعتزازًا في تكريم المرأة في القديح ، فإن المرأة في القديح أثبتت جدارتها علميًا ومعرفيًا ، كالأخت صفات الورش ، التي حصلت على شهادة الدكتوراه في الكيمياء العضوية بالولايات المتحدة الأمريكية ، والإعلامية انتصار آل تريك ، التي كتبت عن الرياضيات الذكية ، والمرأة في العمل الاجتماع ، كالأخت أميرة الناصر . وعليه حين تسعى لجنة ” سفير النوايا الحسنة ” ، لاستقصاء النساء المتميزات في القديح ، ستمتلئ حصيلتها العددية بالأسماء ، التي تستحق التكريم ، ولعلمنا المسبق بأن هناك أكثر من مهرجان تقدير وتكريم ضمن أجندة اللجنة ، وعليه نبني أطمئنانًا بأن المستحقين سيطالهم التكريم وإبراز ما قدموه للوطن والمجتمع عاجلاً أم آجلاً .