كشف الفوتوغرافي محمد الخراري واحداً من أكثر وجوه القطيف جمالاً، وجهاً هجرته أيدي أبنائها، فشاخت أكثر قسماته، وبات جزءاً كبيراً منه مصفراً، يبحث عن عطف المطر ذات موسم، أو لحظة اهتمامٍ من كهلٍ عشق القطيف حقاً ولم ينسها، ولم يعشق أي قطيفٍ والسلام، وإنما تلك القطيف الخضراء تحديداً.
وجه الخراري عدسته ناحية نخيل القطيف، خلال جولاتٍ فوتوغرافية تبحث عن تلك الحياة الخضراء في مزارعها وبساتينها، حتى خرج بحصيلةٍ من التقاطات عدة، ضمن مشروعه “قالوا القطيف”.
قالوا القطيف :
“قالوا القطيف” عبارة عن سلسلة تخص جماليات المنطقة، تلك الجماليات التي اجتهد الفوتوغرافي الخراري لإظهارها في أكثر من ناحية، فجالت عدسته تفتش عن ذلك الجمال بين المساحات الطبيعية في المنطقة، ورصدت هندستها المعمارية، بالإضافة إلى الناحية التراثية، كما حاول إبراز طيبة أهل القطيف وأخلاقهم العالية متمثلاً ذلك بـ ” بورتريهات منوعة”، وسبق وقد سبق وأن قدم مشروعاً بعنوان ” رائحة المكان ” وهو عبارة عن صور عامة للقطيف وقراها.
وذكر في حديثه لـ القطيف اليوم بأنه استمد اسم المشروع من أبيات سماحة العلامة الشيخ عبد الحميد الخطي رحمه الله: ” قالوا القطيف، فقلت غاية مطلبي.. القِ المراسي أيها الربانُ”.
وعن المحطات التي تم تصويرها أوضح بأنه التقط صوره في نخيل قرى القطيف وجزيرة تاروت.
مشاعر
ووصف انطباعه حول ماشاهده خلال جولاته بقوله:” لا أزال مندهشًا بكل تفاصيل قطيفنا الغالية، ولذا أجدني منجذباً لالتقاط هذا الجمال أينما وجد”.
ولكل “نخلٍ” أو مزرعة زارهم الخرار أثرٌ في نفسه، وحول ذلك يقول: “لا أستطيع حصر مشاعري تجاه أرضٍ بذاتها، فكل أرض تسحرك بجمالها وجمال قلوب أصحابها، ومع هذا فأكثر زياراتي كانت لنخل “أم الخير ” بالقديح، وهو اسمٌ على مسمى، فهو يختزل طيبة هذه الأرض بوجود الحاج أبو باقر آل مرار.
أسرار فوتوغرافية
والمتلقي لصور النخيل بعدسة الخراري يجده قد ابتعد تقريباً عن إظهار الأشخاص، أو أظهرتها بشكل غير واضح أو رئيسي، وقد أوضح لنا السبب في ذلك قائلاً:”تعمدت ذلك لتكون السلسلة مكونة من حلقات تخصصية كالطبيعة، الناس، التراث، وغيرها”.
وحول أكثر الساعات التي وجدها ملائمة لالتقاط تلك الصور، ذكر بأن هذه الأيام أجملها، من حيث دفء الضوء، وجماليته، ولكن كل فترة لها جمالها وانفرادها بما يميزها، أما من حيث الساعة الزمنية المناسبة فساعات الصبح الأولى ونهاية اليوم هي الأجمل لإنتاج أعمال بصرية فنية.
ختامها دعوة
وختم بقوله :”المشاريع الفوتوغرافية التي أقدمها عليها الطابع القطيفي أكثر، لحبي لهذه المنطقة، كما أنها رسالة ودعوة مني شخصياً للمصورين الفوتوغرافيين أن يلتفتوا إلى جماليات المنطقة، فالقطيف مليئة بالمواضيع، مليئة بالجمال، مليئة فعلاً بالأعمال الفنية التي سوف تدهش المتلقي؛ ولكن علينا أن ننظر بعين ثاقبة وعين فنانة، عين محبة؛ ولهذا أنا سعيت من خلال هذا المشروع والمشروع السابق “رائحة المكان” وهو التصوير لحياة الشارع في أن أظهر ذلك الجمال، والحمدلله كانت له أصداء قوية، والكثير من المصورين نهجوا ذلك النهج، وهذا شرف لي وليس منة، وكذلك الآن توجه الأخوة المصورين والمصورات إلى المزارع وإلى البروتريهات القطيفية يعد حالة ممتازة ورائعة يشكر عليها أبناء القطيف”.
شاهد القطيف خضراء بعدسة الخراري: