بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين .
إن المسائل الفقهية والابتلائية بمثابة العمود الفقري لكيان الشريعة السمحاء.. ومعرفتها مطلب هام لكل ذي لب.. لذا آثرنا أن نبين بعض المسائل الفقهية والإبتلائية بصورة ميسرة للجميع في عدة مواضيع هامة .. وقد اخترنا هذه المرة غسل الجمعة :-
وهو من الاغسال الزمانية ومن أهمها، وهو من المستحبات المؤكدة حتى قيل بوجوبه لكنه ضعيف ، ووقته من طلوع الفجر الثاني يوم الجمعة إلى الزوال ، والاحوط أن ينوي فيما بين الزوال إلى الغروب القربة المطلقة ، وإذا فاته إلى الغروب قضاه يوم السبت إلى الغروب ، ويجوز تقديمه يوم الخميس رجاءا إن خاف إعواز الماء يوم الجمعة ، ولو اتفق تمكنه منه يوم الجمعة أعاده فيه ، وإذا فاته حنيئذ أعاده يوم السبت .
ونظرا لأهمية بيان مسألة غسل يوم الجمعة لكونها من المسائل الابتلائية في كل اسبوع للرجل والمرأة على حد سواء بغض النظر عن العمر لكل منهما ما دام مميزا لإطلاق الروايات في المقام . ولاهميتها بمكان سوف استعرضها على منهجية البحث الإستدلالي لكي ترسخ لدى الجميع سواء من أبنائي طلبة العلم أو من غيرهم .
سوف استعرض المسألة بذكر جزء منها مع بيان الشاهد الروائي أو (مورد الإستدلال ) .
1-غسل الجمعة من الاغسال الزمانية :-
من الاغسال الزمانية يعني يتحقق إيقاعه أي الإتيان به في فترة زمانية محددة .
كما ورد في صحيحة منصور بن حازم عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ((الغسل يوم الجمعة على الرجال والنساء في الحضر …. )) . حيث أن العبادات توقيفية ولا يجوز الإتيان بها في غير وقتها .
2- من المستحبات المؤكدة :-
نعم بل لا ينبغي الإشكال في رجحانه بأنه من الضروريات التي أكد عليها الشرع المقدس .
عن سعد عن أحمد بن محمد عن القاسم عن علي قال (سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن غسل العيدين أو واجب هو ؟ قال سنة، قلت:فالجمعة؟ قال :سنة) .
3-حتى قيل بوجوبه لكنه ضعيف:
بلي هناك من قال بوجوبه. كما نسب للصدوق والكليني ووالد الصدوق ومال إليه المحقق الاردبيلي وما أدراك ما الاردبيلي قدس الله اسرارهم وأعلى الله في الجنان درجاتهم.
كما ورد في صحيحة زرارة (وقال :الغسل واجب يوم الجمعة ) .
صحيحة ابن المغيرة المروية باسناد الشيخ عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ( سألته عن غسل يوم الجمعة؟ فقال :واجب على كل ذكر أو أنثى عبد أو حر ) كثير من الروايات صريحة بلسان الوجوب اذا كان الأمر ظاهر في الوجوب فكيف إذا جاءت بلفظ الواجب. ( سوف نوضح معنى لفظة الوجوب..الوجوب هنا بمعنى الثبوت وليس بمعنى الوجوب الذي يتباذر إلى ذهن المكلف) كما تدل عليه بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى:(وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا) ومعنى وجبت جنوبها هنا في الآية الكريمة أي ثبتت على الأرض بعد نحرها.
4-ووقته من طلوع الفجر الثاني يوم الجمعة إلى الزوال :
هنا كان بودي أوضح بعض ما يتعلق باليوم الشرعي لكن سبق بأن تعرضنا له ببحث مستقل وسوف اكتفي بما يتبناها أستاذنا آية الله الشيخ فتحي الجنوبي حفظه الله ورعاه . بخصوص هذا المورد بأنه لا خلاف عنده بأن المقصود هنا من بداية الفجر الصادق ولا مجال للإطالة في المقام حتى لو سلمنا بأن حقيقية اليوم حقيقية عرفيه أو بدء اليوم من طلوع الشمس كما ذهب إليه زعيم الطائفة السيد الخوئي قدس الله نفسه الطاهرة . والحق في المقام أنه يؤتى به من الفجر الثاني (الفجر الصادق)
أ/صحيحة أو حسنة زرارة والفضيل قالا (قلنا له :أيجزيء اذا اغتسلت بعد الفجر للجمعة؟فقال:نعم ) هذا لبيان البدء فيه .
ب/صحيحة زرارة . قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لا تدع الغسل يوم الجمعة فإنه سنة… ـ إلى ان قال ـ : وليكن فراغك من الغسل قبل الزوال. وكلما كان للزوال اقرب كان الغسل أفضل كما جاء في الرضوي: يجزيك إذا اغتسلت بعد طلوع الفجر، وكلما قرب من الزوال فهو أفضل.
5- اذا فاته إلى الغروب قضاه يوم السبت .
رواه سماعة بن مهران عن أبي عبدالله عليه السلام: (في الرجل لايغتسل يوم الجمعة في أول النهار، قال:يقضيه آخر النهار، فإن لم يجد فليقضه من يوم السبت ) .
مسألة آخرى في المقام مهمة تخص النساء.
1043] مسألة 13 : الأقوى صحة غسل الجمعة من الجنب والحائض(9) بل لا يبعد إجزاؤه عن غسل الجنابة بل عن غسل الحيض إذا كان بعد انقطاع الدم.
ملاحظة هامة :-
1-كما وردت روايات كثيرة في الحث على غسل الجمعة ذكرنا بعضها منها (غسل الجمعة طهور وكفارة لما بينهما من الذنوب من الجمعة إلى الجمعة)
2- بعض الروايات جاءت بلسان الشدة والذم والتعيير في التارك لغسل الجمعه .
منها (لا يتركه إلا فاسق ) .
(تنويه هام )
1-جميع البحوث الفقية التي أتعرض لها فهي بقلمي وهي عبارة عن مقتطفات من بحوث أستاذنا الجنوبي دامت بركاته.
2-البحوث الآخر خصوصا ما يتعلق ببيان جمال بعض الآيات القرآنية أو الأخلاقية فهي كما أوضحت سلفا من التفاسير التالية :- الميزان -الطبرسي-مواهب الرحمن .
أسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم ممن كتب له السداد بالتفقه في أحكامه لنيل الدرجات العلى في الدنيا والآخرة بحق محمد وآله الأطهار
1-الآية 36 الحج .
2-الروايات الوسائل باب الاغسال المستحبة.