شعر مناسبات يشرّح واقع المجتمع في السبعينيات
ـ المكان: إحدى حسينيات تاروت،
ـ الزمان: 17 ربيع أول 1397هـ، (7 مارس 1977)،
ـ المناسبة: ذكرى المولد النبوي.
بعد مُضيّ قرابة 41 على المناسبة؛ يمكن توصيف محتوى شريط الكاسيت هذا بأنه ضمن قائمة المواد الوثائقية. على نحو ما؛ يُمثِّل محتوى الشريط نموذجاً لما كان عليه واقع الشعر المنبري في سبعينيات القرن الماضي في القطيف. الشعر المنبري ظاهرةٌ قديمة، انتقلت إلى القطيف من المجتمع العراقي، النجفيّ تحديداً، وشكّلت صورةً تعبيرية نخبوية عن مداليل دينية واجتماعية وثقافية.
وكما هو حال أدباء النجف؛ حرص أدباء القطيف على تنظيم احتفالات الخطابة في ذِكَرِ النبيّ وأهل البيت السعيدة حصراً، المولد النبوي، الإسراء والمعراج، مناسبات ميلاد الأئمة، وما يندرج ضمن ذلك. ثمّ هناك المناسبات الاجتماعية الخاصّة بتأبين العلماء والأدباء والوجهاء. تُنفَّذُ الفعّاليات بتنظيم دقيق، وتستضيفها الحسينيات، ويحضرها عامّة الناس، وتُسجَّل في الاهتمام الجمعي بوصفها مناسباتٍ مشهودة، وعلامةً من علامات النخبوية..!
والمناسبة التي يوثّقها شريط الكاسيت؛ واحدةٌ من هذه الفعّاليّات التي ما زالت مستمرة. بدأ الحفل بقصيدة للشيخ فرج العمران (1321 ـ 1398)، بصوتِ مجهول، ثم كلمةٍ للشيخ عبدالكريم الحمود (1344 ـ 1431هـ) الذي اقترح على الجمهور استبدال التصفيق بالصلاة على النبيّ. لكنّ الشيخ سعيد أبو المكارم ردّ عليه بجواز التصفيق، مستأنساً بما شهده بنفسه في النجف، حيث يُصفَّق للشعراء في المناسبات، بحضور المرجعين السيد محسن الحكيم (1889 – 1970م) والسيد أبي القاسم الخوئي (1899 – 1992).
التصفيق لم يعد موجوداً في المناسبات الراهنة، ولم أشهده مطلقاً في كلّ المناسبات التي حضرتها منذ عام 1404هـ، 1984م.
وفي التسجيل الممتد 90 دقيقة؛ 9 قصائد وكلمة واحدة. الكلمة للشيخ عبدالكريم الحمود. أما القصائد فهي للشيخ فرج العمران، والشيخ سعيد أبي المكارم، والشيخ عبدالحميد المرهون، وعبدالجليل مرهون الماء (توفي 2004)، والسيد منير الخباز، إضافة إلى قصائد أربعة آخرين يجري العمل على تحديد هويتهم وهوية الشخص الذي قرأ قصيدة الشيخ العمران.
ثمة ما هو مهمٌّ في مضامين النصوص التي تُليت في تلك الليلة الدافئة. ثمة إشاراتٌ واضحة إلى واقع السعبينيات. صحيحٌ إن جميع القصائد قيلت في مناسبة دينية، بيد أنها انطوت على معالجات فنية واقعية جداً، وعلى نحو يساعدنا على فهم أنماط من صراع تلك المرحلة، حول مسائل عقدية ومرجعية فقهية وسلوكيات اجتماعية.
يبدو أن شعراء ذلك الجيل كانوا أكثر وعياً وانتباهاً مما نظنُّ، وربما ظلمناهم حين أخضعنا مُنتجَهم إلى اعتبارات شكلانية محضة لا ترى إلا الظاهرة المنبرية والمناسباتية، في حين إن جزءاً عريضاً من ذلك المنتج وُلِدَ من رحمِ واقعية كلاسيكية جديرة بالدرس..!
من المؤكّد أن الشريط/ الوثيقة سوف يخضع لبحثٍ استقصائي أوفى من هذه العجالة، وأسعى إلى استكمال معلوماته الأساسية، ومن ثمّ إنتاج فيلم وثقائي عنه، يُنشر تزامناً مع مناسبة المولد النبوي المقبلة، إذا كتب الله لنا التوفيق.
المشاركون في الحفل:
ـ مجهول: يلقي قصيدة للشيخ فرج العمران.
ـ الشيخ عبدالكريم الحمود: كلمة.
ـ الشيخ سعيد أبو المكارم: قصيدة.
ـ الشيخ عبدالحميد المرهون: قصيدة.
ـ عبدالجليل مرهون الماء: قصيدة.
ـ السيد منير الخباز: قصيدة.
ـ 4 مجهولين: 4 قصائد.