السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
في عام ٦١ للهجرة، وفي معركة غير متكافئة غاب عنها الضمير الإنساني استشهد الإمام الحسين بن علي (ع) في كربلاء (العراق) دفاعاً عن حرية الإنسان وكرامة الإنسانية وغرس القيم والمبادئ فيها.
ها أنتم ترون الْيَوْمَ عشاق الحرية والمبادئ يزحفون أفواجاً إلى العراق لإحياء ذكرى أربعين يوماً مضت على ملحمة كربلاء، والتي استشهد فيها الإمام الحسين عليه السلام مع مجموعة من أهل بيته وأولاده وأصحابه عليهم السلام.
إن عشق الحسين (ع) عند المحبين الذين لم تمنعهم كل العقبات التي وضعت أمامهم لثنيهم عن زيارته، ولم يهدؤوا إلا أن يقولوا لكل أعداء الإنسانية لبيك يا حسين، وها هي الملايين تزحف نحو قبره الشريف في كربلاء الشموخ، وبالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها العراق الْيَوْمَ.
إن الأعداد المليونية من المؤمنين من داخل العراق وخارجه التي لا زالت تواصل زحفها إلى كربلاء المقدسة لإحياء أربعينية الإمام الحسين (ع)، تراهم وكأنهم أسراب من الطيور المهاجرة التي تبحث عن المأوى الآمن! تثبت للعالم أهمية إحياء هذه الشعيرة التي كانت ترعب الطغاة على مر التأريخ!
إن الأفكار تتشتت واللسان يتلعثم والقلم يجف مداده وينحني خجلاً من أن يكتب عما نراه ويراه غيرنا عبر البث المباشر على المحطات الفضائية لما يفعله ويقدمه عشاق الحسين (ع) التي أذهلت العالم كله، وأن واقعة كربلاء قضية مبادئ عند العشاق ارتبطت ارتباطاً كلياً مع الحسين (ع) فخلدت مع خلوده الأزلي.
إن هذه الجموع المليونية من البشر العاشقة للحرية، أتت إلى كربلاء عشقاً للحسين (ع) ومبادئه، ولتأكيد الولاء لأهل البيت (ع) والسير على نهجهم والتحلي بالصفات والأخلاق والسيرة الحسنة للإمام الحسين (ع).
إن ما يدهش الزائر والمتابع عبر المحطات الفضائية، هو روح التعاون والإخلاص للإنسان الموالي لآل البيت (ع)، وتقديم أبسط الخدمات للزائرين والمشاية الزاحفين من كل المدن العراقية التي تبعد مئات الكيلومترات عن كربلاء المقدسة.
إن خدمة الزائرين تراها على جميع الطرقات التي تغص بخدام الإمام الحسين (ع) من مختلف الجنسيات، فترى الخيام المخصصة لتقديم الطعام، ومثلها مستشفيات متنقلة لخدمة الزائرين فيها أطباء من مختلف الجنسيات، وغيرها من الخدمات الضرورية لمساعدة الزائرين باسم الإمام الحسين (ع).
وإلى العشاق الذين لم تحلّق بهم أجنحة الشوق للوصول إلى مقام سيد الشهداء (ع)، ليذرفوا الدمع حسرةً وتأسفاً عليه في يوم الأربعين، وجلسوا خلف الشاشات يتابعون بحسرة وأسف، وهم يَرَوْن الملايين من البشر، هذا يلطم على الرأس وذاك يرفع الراية فوق الأكتاف، وهم يهتفون: (لو قطّعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفاً سيدي يا حسين) لهؤلاء أقول: أعظم الله أجوركم وأحسن لكم العزاء.
ويبقى الحسين.