سيهات.. الفرج توجه 27 سيدة نحو طرق محاربة الحساسية الزائدة

ذكرت الاختصاصية الاجتماعية فاطمة طه الفرج أن الشخصية الحساسة تلجأ دائماً لشحن نفسها بالمواقف السلبية التي تستاء وتتذمر منها إلى أن تصل إلى مرحلة الانفجار والتي قد يتفرع الأشخاص فيها إما الى تفريغ ذلك بالصراخ أو بالكتمان الذي يخلق صراع مع النفس كي لا يتأذى الآخرين منها.

ونوهت إلى أن الكتمان يعمل على الإضرار بالنفس وكأنها عملية لأكل النفس سلبياً، يترجمها الجسد بأمراض خاصة بالمعدة والقولون العصبي نتيجة تفاعل كيميائية جسمه بالأنزيمات مثل الكورتيزون والأدرينالين.

وأشارت الفرج إلى أن حالة الحساسية في النساء أربعة أضعاف مقدارها عند الرجال، لأن طبيعة النساء تميل للتدقيق بالتفاصيل كنبرة الصوت والنظرة وغيرها، إما الرجل فحساسيته تتحول إلى شك وتخسره كثير من العلاقات مع الناس كزوجته ورؤسائه.

هذا ماجاء في محاضرة “الشخصية الحساسة متى تتحول إلى اضطراب نفسي”، والتي نظمها منتدى إنسان الثقافي الاجتماعي بسيهات بحضور 27 سيدة وهدف إلى التعرف على هذه الحالة والتخلص من آثاره الخطيرة التي قد تؤدي لضعف الوظائف الإداركية والسلوكية.

واستفتحت مسؤولة المنتدى ندى الزهيري الحديث عن حالة الحساسية وسبب اختيار هذا الموضوع لكثرة الشكوى من الأمهات منه خلال الجلسات الحوارية للمنتدى، وتشكيله عبئاً كبيراً للشخصية الحساسة وكذلك من يتعامل معها.

و بدأت الفرج المحاضرة بتصنيف الشخصيات وأنواعها وأهمية معرفة الشخصية الحساسة كي تكتمل عملية الاتصال الفعال معهم سواء في العائلة او في بيئة العمل أو في المجتمع الصغير أو الكبير فكلما كان الفهم سليماً لأنماط الشخصيات كان سهل التعامل معها.

وقالت إن الشخصية الحساسة تمتاز بالطيبة والرقي والاحترام والميل للصدق وتكره الزيف والكذب، وهي بالغالب ذات وجه واحد، لكن مشكلتها أنها تنسى أن الأشخاص ذات أنماط مختلفة تختلف عنها، فهي تتوقع نفس تعاملها الطيب والمحترم مع الآخرين ليعاملوها بمثله، وإذا كان أقل من المتوقع فهذا يجعل ردات فعلها عنيفة.

ونبهت إلى أن الجهاز العصبي للشخص الحساس ذو استقبال عالٍ بالنسبة للأنماط الأخرى من الشخصيات لهذا هو يضخم الأمور أكبر مما يستحق ، فهو ينزعج من الروائح المركزة وذات التعقيدات بتركيبها ويميل للروائح البسيطة الناعمة ويحب الأصوات الهادئة ويتذمر من الأزعاج.

وتحدثت عن سمات الحساس في الهدوء وحب العزلة وصعوبة التأقلم والتعايش مع التغيير مثل حالاترالانتقال والابتعاث، ويتسم بالسلبية التي ينظر فيها لكل موقف أنه المقصود فيه .

وأشارت إلى أن أساليب التربية التي تعود الأطفال على عدم مضايقتهم أو الاقتراب منهم يخلق حالة الحساسية لديهم .

وأوصت الفرج الأشخاص الحساسين بنقطتين للعلاج وهما اعتبار كل موقف سببه هو من الداخل للخارج وليس من الخارج إلى الداخل بمعنى أن كل موقف سبب السلبية الناتجة من داخل الشخص الحساس وليس من خارجه، وتحويل مشاعره إلى مشاريع بنقله من حالة المشاعر لحالة عقلية لإيجاد حل في نطاق أوسع خارج اطار المشاعر.

وأضافت أن من الحلول هو سؤال الطرف الآخر عن قصده لإعطائه مساحة حتى يوضح قصده ونيته من الموقف الحاصل مع الشخص الحساس حتى لا يضعه في دائرة السلبية نحوه.

وانتهت المحاضرة بالإجابة على أسئلة الحضور التي كانت مثرية للموضوع وتنم عن وعي الحاضرات، حيث كانت الأسئلة تهتم بكيفية التعامل مع الآخرين سواء كانوا من الاشخاص الحساسة أم لا.


error: المحتوي محمي