التكافل الإجتماعي

مسيرة حياة الإنسان في هذه الدنيا ليست مضمونة بأن تكون بلا همٍ ولا غمٍ ولا نكدٍ، بل الحياة مليئة بالمشاكل والهموم، والتي تحتاج إلى الصبر والاستعانة بالله تعالى.

إن القرآن الكريم دستور يرسم حقوق الناس وصيانة كرامتهم، ويرفض خذلان المؤمنين لبعضهم البعض، فقد يتعرض الإنسان في المجتمع لمشكلة ما في هذه الحياة، وهذه المشكلة قد تؤدي به إلى السجن أو يفصل من عمله أو يصاب بحالة نفسية فيقل عطاؤه أو قد تؤدي إلى وفاته، وكل ذلك سوف ينعكس على أولاده وعائلته خصوصاً إن لم يكن لهم بديل عنه في العائلة يهتم بهم ويرعاهم لمواصلة مسيرة الحياة.

تقوم الجمعيات الخيرية في المجتمع برعاية الأسر المحتاجة من الأيتام والفقراء، وهذا له أبعاد إنسانية كبيرة في حياتهم، لكنه لا يغني عن وجود دعم معنوي ونفسي من الناس المؤمنين في المجتمع لحماية العوائل الذين سجن والدهم وفِي عشية وضحاها أصبحوا فريسة سهلة للوحوش البشرية التي تكثر في الشارع اليوم،وعلى الناس الخيرة في المجتمع حمايتهم قبل فوات الأوان.

إن المجتمع بحاجة إلى تشكيل لجان تدعم وتساند العوائل الذين سجن من يعيلهم، ولنأخذ لجنة (تراحم) في جزيرة تاروت والمرتبطة بجمعية تاروت الخيرية مثالاً يقتدى به في البلاد لدعم ورعاية عائلة السجين وأولاده، والذي ينبغي علينا جميعا دعم مثل هذه اللجان بكل قوة مالياً وفكرياً واجتماعياً.

إن معظم مشاكلنا الاجتماعية بحاجة إلى تغييرات علمية عصرية قادرة على إيجاد حلول واقعية لها، وإننا بحاجة إلى عقلية دينية تتقبل التغيير وترفض التعصب وتساهم في بث الوئام والمحبة بين الناس، وهذه مسؤولية الجميع بالمساهمة في نشر ثقافة التراحم بين الناس في المجتمع.

كثيرون من عاشوا في عصر الرفاهية، واستمتعوا فيها بما تحتويه الأجهزة الذكية، ونسوا أن هناك بشراً في المجتمع قد نكل بهم، وسجن من يعيلهم ولم يجدوا من يأويهم من جيرانهم! وذهبوا إلى رفقاء السوء، فأين أنتم يا خير أمة أخرجت للناس؟


error: المحتوي محمي