اجعلوا آباءكم وأمهاتكم فخورين بكم!

بعد أيّامٍ قليلة تُطوى سجلّات العام الدراسيّ وبهذه المناسبة أهدي رسالة إلى كل ابن وابنة: اجعلوا آباءكم وأمهاتكم يفخرون بكم، أسعدوهم بالتفوّق والتقدّم في الحياة! لا تخيّبوا آمالهم وتحطّموهَا على صخورِ الفشل. ما يعتبره الأبّ والأم ثروة ليس المال والذهب والعمارة، إنما أنتم! الآن لا تدركون هذه الحقيقة إنما حين تكبرون ويكون لكم أبناء وبنات سوف تعرفونها!

لحظة ينتظرها كل أب وأم أن ينجح الأبناء؛ يكبرون أصحاء متعلمين ومستقيمين في سلوكهم. لحظة ابتهاج لو أدركها الأبناءُ والبنات ما ناموا من سهر الليالي رغبةً في النجاح والتفوق وإسعاد أبويهم.

يحسبون نجاحكم نجاحًا لهم وفشلكم فشلًا لهم! كلّ والد يحلم بمستقبل أطفاله، بعضنا يحلم أن يكونوا أطبّاء ومهندسين وعلماء بينما يحب البعض رؤية أطفالهم رجال أعمال أو أشخاصًا ناجحين يلهمون الآخرين. إذا تمكنتَ من تحقيق أحلامهم، فسيكون والداك فخورَين وسعداء بك.

آباء وأمهات لم يزوروا الغرب مرةً واحدة، يرسلون الأبناء في فصل الصيف رجاء أن يتفوقوا في الدراسة، مدارس خاصة تكلفهم مبالغ ضخمة طمعًا في التفوّق! إذن كيف ردّ الدين لهم؟ اجعلوا آباءكم وأمهاتكم يفخرون بكم! الأجيال التي مرت كان مطلوبًا منها أن تنجح وتكتفي بالنجاح. أما اليوم فهو مطلوب منكم أن تصعدوا الفضاء وتنافسوا العالمَ خارج حدودكم وخارج أوطانَكم!

ما من هدية أعظم للآباء والأمهات من النجاح! وما من مخرجٍ آمن لكم – الطلاب – نحو حياة أفضل في هذا الزمان غير التعليم! حتى وإن كنتَ علّامة زمانك ولا تملك شهادة فحظوظكَ في النجاح ليست أعظم من فرصة تساقط الثلوج في منطقتنا؛ ليست مستحيلة، لكنها بعيدة الحصول في ظروفٍ طبيعية.

في مسرح الحياة أفعال كثيرة تجعل بها والديك فخورين بك، وفي مسرح التعليم أن تنجح ولا تكتفي بكلمة “ناجح”، إنما ناجح بتفوق وامتياز! النجاح العادي يرسم خطوةً واحدة نحو المستقبل والنجاح بتفوّق يرسم عشر خطوات وأكثر!

إن لم يكن للوالدين ولد صالح أو بنت صالحة يموت الوالدان، ولا يهم كم تركوا من مال! ويبقون أحياء عندما يقول النّاس بعد موتهم: هذا ابن فلان وابن فلانة أو ابنة فلان! انظروا كيف أحسنا تربيته وعلّماه! يقول الإمام عليّ عليه السلام: “ما سألت ربي أولادًا نضر الوجه، ولا سألته ولدًا حسن القامة، ولكن سألتُ ربي أولادًا مطيعين لله وجلين منه، حتى إذا نظرت إليه وهو مطيع لله قرت عيني”. وفي عكس ذلك يقول: ولد السوء يهدم الشرف، ويشين السلف.

اجعلوهم فخورين وفخوراتٍ بكم!



error: المحتوي محمي