القطيف بين التصفيق للتفوق الرياضيّ والصمت عن التفوق العلمي!

قبل أن أذكر هذه المقارنة أرغب أن أقول لمن يظنّ أن الرياضة أو الكرة هي غير ذات شأن: أنت مخطئ! الكرة والرياضة اقتصاد وترفيه وحضارة وسياسة وتنافس “شريف” وعولمة وصحّة وأكثر بكثير!

لذلك لا غرابة أن سال الكثير من الحبر في القطيف؛ مقالات وتغريدات وحكايات مجالس؛ كل ذلك في الكرة التي فاز فيها أحد النوادي القطيفية وخسر آخر! ذلك حجمهَا الطبيعي!

بموازاة ذلك ثمة حدث آخر لا تجد كاتبًا – بحسب متابعتي – يكتب فيه ولا تسمع عنه شيئًا يذكر في الحديث بين الناس سوى ما تعلنه المواقع الإخبارية مشكورة؛ حدث تفوق ثلة من أبنائنا وبناتنا ووصولهم إلى مسابقاتٍ عالمية في العلوم.

مبارك لمن فاز في الكرة ومن خسر يربح مستقبلًا! لكن لنتوقف قليلًا ونسأل: ألا يستحق المتفوق في العلوم من الشبّان والشابات أن يسيل مداد الكتاب والمثقفين في الثناءِ عليه وتشجيعه كما في الرياضي؟ أم أن العلوم أقلّ شأنًا من الكرةِ والرياضَة؟

لكي لا يفهمني القارئ الكريم على غير ما أقصد؛ أنا من الذين يمارسون الرياضة وأشجّع عليها وأدرك جيدًا أهميتها في العصر الحديث وللشباب خاصة وأعلم أن الدينَ – والعقل – حثّ عليها! الرياضة البدنية كالسباحة والرماية وركوب الخيل أوصى بها الإسلام ومارسهَا الآباء والأجداد! لكنني أيضًا أتمنى ألا يمر تفوق طلاب وطالبات في مسابقاتٍ عالمية مرور الكرام لما هناك من تشابه وتكامل بين الرياضة والعلوم: رياضة، علوم، مدرسة، نادٍ، أستاذ، مدرب، إدارة رياضية، إدارة مدرسية، دعم، دعم، إبداع، إبداع! سلسلة طويلة من المشتركَات تستدعي تكريم المتفوق الرياضيّ والعلمي!

غاية المرام أن هذه فرصة اغتنمتها للكلام عن الجانب العلميّ والثناء على كلّ طالب وحريص على التفوق العلميّ، ولكي أقترب من مشاعر الرياضيين، بهم أيضًا نفتخر ونبتهج. أما مثقفونا الكرام فإذا بسطتم أقلامكم في الكلام عن إنجاز – وطنيّ – عليكم بالعدل والإحسان. وإذا كِلتم الثناءَ والمديح لرياضيّ بأجمل الكلمات وأعظمها، لا تنسوا علماءَ المستقبل أيضًا من أكبر الأمنيات!

ولمحبيّ الرياضة المتحمسين “المتصلبين” ليتكم تبدون ربعَ أو عشرَ ذلك الحماس في أمورٍ أخرى ومنها “التفوق العلمي”. اللاعب يرفع الرأس والطالب يرفع الرأس والمجتمع يرفع الكأس!



error: المحتوي محمي