هادم اللذات

الحقيقة الكبرى، كل حيٍّ سيفنَى، وكُلُّ جديدٍ سيبلى، وما هي إلا لحظةٌ واحدة، في مثلِ غمضةِ عين، أو لمحةِ بصر، تخرج فيها الروح إلى بارئها، فإذا بالعبد في عداد الأموات. ذهب العمر وفات، ونحن في غفلة الحياة.

ليس هُناك أشد قسوةً وألمًا على الشخص أكثرُ مِن أن يسمع نبأ وفاةِ شخص مقرب لنفسه خاصةً إذا ما كانت الفقيدة في مكانة الأم والصديقة والخالة (أم حسن آل شهاب ) التي قلما تجد في هذا الزمن مثيلاتها، خادمة أهل البيت -عليهم السلام-، الحنونة الوفية لآخرِ لحظةٍ من حياتها على الرّغمِ مِن أنّ الموت -هادم اللذات- حقٌ على كُلِ إنسان، فإنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ، ولا يبقى لنا سوى تذكُر الذكريات التي كانت تجمعنا معهُم والدعاء لهم في قبورهم.

أم حسن بالأمس كنتِ بيننا واليوم في رحمة الخالق الديان، فيا للموت من غادر يمر على الجميع تاركًا لظى النيران!، لا يغيب كلامكِ عن مسامعنا يا غيمة ًزارت فؤادي بالأمان، ربي حباكِ بكرامة ٍوعزةٍ لخدمةِ أهل البيتِ -عليهم السلام- ونلتِ الشرف مدى الزمان، ماذا أقول وهل بيدي حيلة غير الدعاء للرحيم الرحمن، فليؤنس الله وحشتكِ في لحدكِ ويدخلكِ فسيح الجنان، ويلهم ذريتكِ ومحبيكِ الصبر والسلوان.



error: المحتوي محمي