هل هذه المقولة صحيحة من الناحية النفسية والفكرية والاجتماعية قبل الخوض فيها؟ هل التعامل مع الآخرين تحت عنوان أن يكون لي ما أريد إذا أعطيتهم ما يريدون وإن خالف ذلك قيمي واعتقاداتي ولكن لا تخالف العرف والقيم العامة والمعتقدات، فلكل إنسان قواعده الفكرية التي يبني عليها سلوكه وتصرفاته وهي تتراوح بين الصحة والخطأ بحسب منظور الآخرين لها.
فالسهر عادة ينظر إليها أصحاب قاعدة من طلب العلا سهر الليالي على أنها مطلب مهم جدًا في حياة الناس، وينظر إليها أصحاب قاعدة (اللهم بارك لأمتي في بكورها) على أنها تؤدي إلى خسارة كبيرة.
وأيضًا أصحاب قاعدة (أنفق ما في الجيب يأتيك الله ما في الغيب) في الإنفاق يرون أن باب الإنفاق مفتوح على مصراعيه، بينما أصحاب قاعدة (احفظ درهمك الأبيض ليومك الأسود) يرون في الادخار وسيلة للإدارة المالية.
وبعد هذين المثالين نجد أن لكل شخص سلوكًا وتصرفات مبنية على قواعد راسخة في عقله ومخه، وهنا يكون أن أنفق على من يؤمن بقاعدة الإنفاق على إيماني بقاعدة الادخار لكي أحصل على السهر الذي أريده منه لأنه يؤمن بالنوم باكرًا، هل هذا صحيح؟ وهل ذلك يوجب الطرف الآخر على القيام بما أريده منه للأنني وفيت بما يريد، وهل من الصحيح المطالبة بذلك؟ والزعل أو حتى الغضب منه إذا لم يقم بذلك؟ أم تعتبر هذه القاعدة من الأصل خطأ؟ فقيام الناس بما يريدون يرجع لإيمانهم بقواعدهم وبالتالي عند رغبتك في الحصول على ما تريد عليك بتغيير القاعدة لديهم فمثلًا أن تأتي بالبراهين أن السهر سوف يؤدي إلى كذا وكذا من المصالح النفسية والروحية وبالتالي بتغيير القاعدة لدى الطرف الآخر لن يكون عليك بالضرورة العمل بما يريدهُ هو لتحصل على ما تريد أنت.
طيب في حال عدم التمكن من تغيير القاعدة لديه ولا العمل بما يريد حتى تحصل على ما تريد ما هو المسلك الذي تسلكه ؟
هل استسلم بتغيير قناعاتي بقواعده التي لا أومن بها أم أعيش في شد نفسي وعاطفي؟ أم أطنش وأعيش بقواعدي وقناعاتي؟ وهو في طريق وأنا في طريق واللي يصير يصير على رأي المقولة الشعبية.