حفر الشوارع بين التشوه البصري والتحسين

التشوه البصري مصطلح يطلق على كل المظاهر التي تشوه جماليات المدن، حيث إنها تسبب خللًا مرئيًا في التنسيق والتنظيم والجودة والمقاييس، سواء كانت في الطرقات والشوارع والساحات أو في المباني التجارية والسكنية والمرافق الخدمية وغيرها.

الحملة الوطنية التي بدأت بجهود عدة جهات حكومية لمعالجة التشوه البصري في وطننا “المملكة العربية السعودية”، وشملت تشوهات بصرية تتعلق بالطرق والمباني والمرافق الخدمية والساحات العامة وغيرها، كانت تهدف إلى التعريف بالتشوهات البصرية وطرق معالجتها, لتكون مدننا وشوارعنا خالية منها ومواكبة للمدن العالمية.

خلال ترؤسه للاجتماع الدوري في يوم الثلاثاء 7/04/1444هـ أكد أمين المنطقة الشرقية المهندس: “فهد بن محمد الجبير” مناقشة خطة معالجة التشوه البصري، وحث الإدارات والبلديات كافة على التركيز على الجودة والسرعة في أعمال المعالجة لحفر الشوارع، والأعمال التي تنفذ لمعالجة التشوهات البصرية بحسب ما جاء في صحيفة اليوم الإلكترونية.

بعد بحث خطة معالجة التشوه البصري التي حث عليها أمين المنطقة الشرقية، قامت البلديات بحملة لتحسين التشوه البصري التي تسببه عشوائية اللوحات الإعلانية ولوحات المحلات التجارية وتحسين مظهر بعض المباني التي تقع على الشوارع الرئيسة، لكن حفر الشوارع التي أهلكت سياراتنا والمنتشرة في الكثير من الطرقات والشوارع وبالخصوص الداخلية منها لم تصلها مع الأسف دعوة أمين المنطقة الشرقية بتحسينها.

قوة ضخ المياه المحلاة على بنية تحتية متهالكة لمواسير المياه جعلها تتعرض لضغط شديد للمياه أدى إلى كسر وتهريب للمياه المحلاة هنا وهناك، فتكثر الشكاوى والبلاغات التي توجه لشركة المياه الوطنية عن وجود تسربات للمياه المحلاة أمام المنازل أو في وسط الشارع، فتبدأ عملية حفر الشوارع لإصلاح تسريبات المياه.

تبذلُ شركة المياه الوطنية جهودًا كبيرة لإصلاح التسريبات بعد حفر المكان وإعادة السفلتة، لكن غياب متابعة ومراقبة الأعمال التي يقوم بها المقاولون المتعهدون بصيانة حُفَر الشوارع أسهم في تدني مستوى العمل لديهم، فالعمالة الأجنبية للمقاولين يقومون بردم الحُفَر بطريقة بدائية، حيث يضعون الإسفلت على الرمل مباشرةً دون رصه بطريقة صحيحة، وهذا يجعله لا يقاوم مرور السيارات والشاحنات عليه، والنتيجة حفرة وسط الطريق وتشويه بصري ومصيدة للسيارات.

تعد الحفر والحفريات تشوهًا بصريًا في قاموس البلديات، لكنها أصبحت مشهدًا لا يمكن أن يغيب عن شوارعنا وباتت مصيدة للسيارات والمارة، ومعظم شوارعنا وبالخصوص الداخلية عبارة عن سلسلة من الحفر والحفريات لا يمكن أن تنتهي في ظل الإهمال من مقاولي المشروعات والغياب التام من مراقبي البلديات بمتابعة أعمالهم الخدمية.

وفي الختام: جهود مشكورة لكل المسهمين في الحملة الوطنية لإزالة التشوهات البصرية في وطننا “المملكة العربية السعودية”، ونتمنى أن تشمل تلك الحملة تحسين حفر الشوارع المنتشرة في شوارعنا التي مضى على رصفها أكثر من 40 عامًا دون تغيير، والحفر والحفريات المنتشرة فيها أتعبتنا وأهلكت سياراتنا.



error: المحتوي محمي