صفوى.. اختصاصيون يؤكدون على وعي الوالدين بالتربية النفسية

أكد اختصاصيون على أهمية وعي الوالدين بالتربية النفسية والاجتماعية للأبناء التي تنبثق عن وعي ومعرفة احتياجات الأبناء وفق المرحلة العمرية، مع القدرة على مواجهة الصدمات والتحديات التي تمر بها الأسرة على مستوى علاقات الأفراد فيما بينهم وكذلك علاقتهم مع الوسط الاجتماعي.

جاء ذلك في البرنامج الأسري السنوي المنظم من مركز البيت السعيد “الأسرة في ركب الإمام الحسين (ع)، والذي ختم يوم الأربعاء 28 محرم 1439، على مدى ثلاثة أيام متتالية، مستهدفًا 30 سيدةً.

وشارك في البرنامج الإستشارية النفسية شروق آل خميس، الاستشارية الأسرية نوال النمر، والاختصاصي النفسي ناصر الراشد، قدم كلٌ منهم محاضرة توعوية كلا على حدى، تميزت بمشاركة الحاضرات من خلال المناقشة وتبادل التجارب التربوية.

وتناولت الاستشارية آل خميس “احتواء الطفولة في مواجهات الأزمات” من الناحية النفسية والاجتماعية، مشددةً على ضرورة الرعاية النفسية في حالة كرب ما بعد الصدمة أو اضطراب ما بعد الصدمة وهو عبارة عن ردة فعل لاحقة محتملة من معايشة حدث مؤلم أو أكثر، والعمل على إرجاع الشخص إلى حالته الطبيعية، بعد ظهور الأعراض والمضاعفات التي تنعكس على سلوكه، وعدم قدرته على التعايش مع من حوله.

واستشهدت آل خميس في حديثها بواقعة كربلاء، وكيف قامت السيدة زينب (ع) بدور الرعاية إلى عائلة وأطفال الإمام الحسين (ع)، والذي كان له إعدادٌ مسبق من الإمام الحسين وبتوجيه ودعم من الإمام زين العابدين (ع)، بالإضافة لتجسيدها دور القدوة في ذلك.

وطالبت الاستشارية الأسرية نوال النمر بالوعي بما تواجهه الأسرة من مشاكل، للوصول إلى القدرة على الاستنتاج والربط لإيجاد الحلول بطريقة علمية، وفي جميع جوانب الحياة، من خلال التخطيط وتقديم الأهم ثم المهم.

وناقشت في حديثها التحديات التي تواجه المرأة وأهمها التوافق بين تحقيق الطموح وتحدي العمل، وبين المتطلبات الأسرية من واجبات زوجية وتربية أولاد، مشيدةً بدور المرأة السعودية التي جعلت منها قاعدة في قطاعات العمل المهني.

ولفتت النظر إلى أن المرأة في المجتمع مقبلة على طفرة من الانفتاح وتحديات كبيرة، قد تنجم عنها عواقب وخيمة على الكيان الأسري والمجتمعي، مستشهدةً بتجارب بعض المجتمعات التي سبقتنا في ذلك، موصيةً بمحاولة النظر إلى الأمور بصورة موضوعية بما يتناسب مع الواجبات الشرعية وكذلك العادات والتقاليد في المجتمع، وبما نملك من تحمل للمسؤولية.

من جانبه تحدث الاختصاصي النفسي ناصر الراشد عن موضوع “التربية بالحب” والذي يكون ضمن فهم الطبيعة البشرية وحاجتها الفطرية للحب والتعبير عنه بأساليب متعددة من أقوال مسموعة وأفعال ظاهرة، محذرًا من الفجوة المعرفية وبأنه باستطاعة الأبوين تعلم الأساليب الوالدية إذا كانت لدينا الرغبة أن نصبح آباء وأمهات مميزين وفعالين، كونها ليست غريزة نولد بها لكنها أشياء نتعلمها.

وأشار إلى أن 70% من بناء الضمير والسلوك يكون في الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل، حيث يبدأ بسيطًا ثم يتطور نتيجة تراكم الخبرات مع الزمن ليتحول إلى سلوك مركب، مستعرضاً بعض الأنماط التي ليست من التربية والأثر السلوكي المترتب عليها، مع مناقشة الحلول مع الحاضرات.

وختم بالتعريف بإبعاد التربية التي لخصها من قصة لقمان مع ابنه وهي؛ تعلم التوحيد وأصول الدين، بناء علاقات مع الوالدين، بالإضافة إلى التحذير من الأفكار الهدامة للمجتمع، وبناء الضمير الأخلاقي.

 


error: المحتوي محمي