احترام الخصوصية

من الآداب الراقية والفضائل الحميدة التي حث عليها الإسلام وشدد عليها، احترام الحياة الخاصة للآخري ، وهي من القيم النبيلة التي تدعو إلى الحفاظ على مشاعر الناس وتجنب كل ما يكدر خاطرهم وتبعد التشدق في شؤونهم وخصوصياتهم، حتى لا يكون هناك في الأنفس شيئ ولو قليلًا من الريب والشكوك والتهم والظنون.

فمن الجميل أن نحكم العقل ونراجع الضمير في كيفية التعامل مع الأقارب والأصدقاء واحترام الخصوصية وحسن الظن.

إذا أخفى قريب أو صديق خبرًا مَا، فهذا السبب لا يدفعنا إلى الغضب منه!
بل علينا تقدير الخصوصية والحرية الشخصية وإحسان الظن، فهناك أمور تحتاج إلى التريث وهناك أمور تحتاج إلى التعقل، لا أن نوجه له لومًا أوْ عتابًا، فكثرة العتاب واللوم تنفر القلوب، فكم من مشكلات تافهة تأججت نارها في الصدور بين الأقارب والأصحاب لمجرد:
– مَا عزموني
– ما قالوا لي
– مَا خبروني
– ما يريدوني
– ما يحبوني
– ما سألوا عني
– تغيروا علي

إننا لا نعلم الظروف التي تعترضهم، علينا أن نعامل الناس بحب واحترام وحسن نية والله يرزق على قدر النية.

كُل هذه المقاصد والأفكار الشيطانية، تدفعنا للدخول فِي دائرة السوء والظن، لنتذكر دومًا أن الأهل عز وَفخر وسند وَزخر، ولا نسمع كلام الحاقد، ولنسمع أصدق الكلام والقول من رسولنا الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم-: {خَيرُكُمْ خَيرُكُمْ لأَهلِهِ، وَأَنَا خَيرُكُمْ لأَهلِي}.

يجب علينا ألا نجعل من بعض الروايات أو الشعارات أو بعض القصص المريضة في أنفسنا مدخلًا، تجعلنا -لا سمح الله- نشك في أقرب الناس لنا فنعاديهم ونظلمهم من غير وجه حق، فتقسو قلوبنا ولا تكون بيننا مودة ولا رحمة فنأثم من الله رب العباد، فيحل علينا العقاب، فالشيطان يحرص -أعاذنا الله وأياكم منه- على تفريق الناس وإبعادهم عن بعضهم بعضًا وتضخيم خلافاتهم البسيطة، وخاصة بين الأقارب والأصدقاء، فسوء الظن بالآخرين نهى عنه الإسلام وحرمه وهو من الظلم وأشده مرارة، قال -جل وعلا-:  ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾  [الحجرات: 12].



error: المحتوي محمي