أكد اختصاصي الأوبئة الدكتور جاسم المقرن أن التدخين يقتل نصف مستخدميه، مبيّنًا أن عدد الوفيات المتوقعة سنويًا حتى عام 2030م هو 8 ملايين حالة، وعدد وفيات المدخنين سنويًا 6 ملايين حالة، وعدد الوفيات من غير المدخنين الذين يموتون بسبب استنشاق الدخان 600 ألف حالة، وفقًا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية.
وأوضح الدكتور المقرن أن التبغ يسبب تجاعيد البشرة ويجعل المدخن يبدو أكبر عمرًا وبشكل أسرع، منوهًا بأن التدخين يؤدي إلى تشنُّج الجلد بسبب تبدُّد البروتينات التي تمنح الجلد ليونتة، مما يؤدي إلى نضوب فيتامين أ، ويحد من تدفق الدم خلاله، لافتًا إلى أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بالصدفية.
جاء ذلك خلال الفعالية التي نظّمها قسم الطب الوقائي بشبكة القطيف الصحية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التبغ والذي يُصادف 31 من شهر مايو من كل عام، بحضور مدير الخدمات الطبية والإكلينيكية الدكتور حسن الفرج، وبمشاركة أقسام القلب والكلى والأسنان والخدمة الاجتماعية التابع للرعاية المنزلية، وذلك في بهو مستشفى القطيف المركزي.
وهدفت الفعالية إلى إبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ، وحماية الأجيال الحالية والمقبلة من العواقب الصحية المدمرة للتدخين، والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه، ورفع الوعي بخطورة التدخين بأنواعه كمهدد رئيسي للصحة العامة، مستهدفةً موظفي المستشفى من فنيين وإداريين وكذلك الزوار.
واحتوت الفعالية على عدد من الأركان التوعوية التثقيفية التي تعرف بخطورة التدخين وأضراره وتنوع المادة العلمية المطروحة وطرح البدائل للمدخنين.
وذكر مشرف الفعالية الدكتور المقرن أن غير المدخنين الذين يتعرضون للتدخين غير المباشر يكتنفهم خطر الإصابة بسرطان الرئة ويزيد من خطر تطور عدوى السل ويحولها إلى مرض نشط، إضافةً إلى أنه يرتبط بالإصابة بالسكري من النمط.
ولفت “المقرن” إلى أن أبناء المدخنين يُعانون من قصور في وظائف الرئة والذي يستمر في التأثير عليهم بصورة اضطرابات تنفسية مزمنة في مرحلة البلوغ، مبيّنًا أنه يمكن أن يُصاب الأطفال الذين يتعرضون للتدخين غير المباشر في المنازل ممن تقل أعمارهم عن عامين بالتهاب الأذن الوسطى والذي قد يفضي إلى فقدان السمع والإصابة بالصمم.
وأشار إلى أن النيكوتين الموجود في السجائر الإلكترونية مخدر يسبب الإدمان الشديد لدى الأطفال، ويمكن أن يسبب تلفًا في أدمغة الأطفال النامية، وأن تعاطي التبغ مسؤول عن 25% من جميع الوفيات الناجمة عن السرطان في العالم، منوهًا بأنه يُصاب واحد من كل خمسة مدخنين للتبغ بالداء الرئوي المسد المزمن في حياتهم وخاصة الأشخاص الذين يبدأون في التدخين منذ طفولتهم وفي سنوات المراهقة حيث يبطئ الدخان نمو الرئة وتطورها بشكل كبير.
وذكر أن بعض الدراسات أظهرت وجود روابط بين تدخين التبغ وارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي، ولا سيما بين المدخنات الشرهات والنساء اللواتي يشرعن في التدخين قبل حملهن الأول، مشيرًا إلى أن التبغ يزيد من مخاطر السكتة الدماغية بمقدار الضعف وبأمراض القلب بأربعة أضعاف.
وتناول “المقرن” أضرار ومخاطر التدخين بأنواعه والأمراض الناجمة عن ذلك، لافتًا إلى أن ما يُقدر بـ14% من حالات مرض الزهايمر على مستوى العالم يمكن أن تعزى إلى التدخين، مبيّنًا أن مرض الزهايمر يُعد من أكثر أشكال الخرف شيوعًا.
ولفت إلى وجود 16 عيادة إقلاع عن التدخين في المراكز الصحية بالقطيف وأنه يتم حجز موعد عن طريق منصة “صحتي”، مؤكدًا على أهمية المحافظة على الصحة وترك التدخين وأن يكون مجتمعنا أكثر وعيًا بخطورة التدخين للمدخن بالفعل والتدخين غير المباشر.