إن من يعيش التجربة مثلي ويلمس الواقع مُعاشًا في حياة الفقراء والمحتاجين من خلال إحدى نوافذ الخير المتمثلة في لجنة التكافل الاجتماعي بخيرية القطيف، يدرك أهمية مثل هذه المبادرة “سكن آمن لحياة كريمة” ففي مثل هذا الشعار الذي أطلقته الجمعية مضامين عميقة ومن أهمها أمان واستقرار الأسرة وأطفالها على الخصوص؛ إذ إنهم غالبًا الفئة الأضعف في كيان الأسرة والمجتمع.
إن إطلاق هذه المبادرة وفي مثل هذا التوقيت لتعبر عن حالها من خلال لجنة التكافل والتي ترصد عشرات الحالات الفقيرة والمحتاجة على اختلاف ظروفها واتفاقها في الصعوبة من حيث العجز عن الإيفاء بالتزاماتها المادية ومنها إيجارات السكن، وبالتالي تأثير ذلك سلبًا على وضعها الاجتماعي وخصوصًا على الأطفال وتأثير ذلك أيضًا على دراستهم حيث يهتز أو ينعدم الأمان والاستقرار النفسي لديهم بسبب غياب السكن الآمن والمناسب لهم.
تحمل المبادرة صوت “280” أسرة تضم 843 فردًا غالبيتهم من الأطفال، وهذه الأسر يمثلون بعد دراسة وبحث أوضاعهم الحالات الأصعب لاستحقاق سداد ما نسبته 50% من إيجارات سكناهم من النساء المطلقات والأرامل وكبار السن وأسر فقيرة، حيث تسعى الجمعية جنبًا إلى جنب مع الشركاء الخيرين في المجتمع لجمع مبلغ مليونين و500 ألف ريال، وذلك من أجل صونهم من التأثير السلبي للفقر وتبعاته الاجتماعية والصحية والنفسية والتعليمية وغيرها.
لقد استقيت عنوان مقالي “الله الله في مبادرة جمعية القطيف..” متأثرًا بقول الإمام علي (عليه السلام): “الله الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا في حضرتكم”، ومثلهم الفقير والمحتاج فلا يجب أن يضيع في حضرة مجتمع خيّر أَلِفَ العطاء والبذل واحتضان أبنائه لتمكينهم من مواجهة كل الظروف ليخرج العشرات من أبنائها نماذج مشرقة ومشرفة عملًا وتعليمًا وحضورًا اجتماعيًا وعلي صعد أخرى كثيرة.
إن مبادرة “سكن آمن لحياة كريمة” تتنامى وتزدهر بجهودكم الخيرة لتؤتي أكلها وتحقق أمنًا وأمانًا لهذه العوائل المحتاجة وأطفالها ليكبروا أصحاء ويتعلموا بجدٍ وسط هدوءٍ نفسي واطمئنانٍ بأن السكن موجود غدًا وبعد غدٍ وبأن العائلة مجتمعة حول مائدتها في أمان؛ لأنها تعيش في القطيف في مجتمع سيؤازرها لتواجه ظروفها الصعبة وتقهرها ولتخرج بمخرجاتٍ طيبة نافعة للوطن وللمجتمع الخيِّر الذي احتواها ودعمها ولتكون رفدًا يجري العطاء والخير والصلاح غدًا على نفسه أولًا وعلى مجتمعه ووطنه.
محمد الشماسي نائب رئيس لجنة التكافل