يا ناصر الود

ودّع ففي العينِ دمعٌ ظلّ ينهمرُ
والشمسُ ما طلعتْ يا أيها القمرُ

 

والصبحُ أعلن أن الصبح منخنقٌ
دون التنفسِ حزنًا حطهُ الضجرُ

 

وأعلنتْ صادحاتُ الحزنِ أنّ بها
من الأسى لاهبٌ قدْ شبّ يستعرُ

 

وألبستْ دورنا سودَ الثيابِ وقدْ
غطّت شوارعنا من حزنها صورُ

 

كلٌ يكفكفُ دمع العين تخنقهُ
صدقُ المشاعر في شخصٍ لهُ أثرُ

 

كلُ الجزيرةِ ضجتْ وهيَ تندبُهُ
وأدمعُ البحرِ فوقَ السيفِ تنتثرُ

 

يا دافئَ القلبِ يا طوايَ ساحتها
يا صاحبَ الكلِ يا من كلهُ سيرُ

 

ياناصرَ الأخَ والأستاذَ نعرفهُ
في كل ناحيةٍ فيها لهُ خبرُ

 

يا ناصرَ الودِ يا ترياقَ صحبتنا
يا سلبيلَ صبُوحٍ منك تنتشرُ

 

يا ناصرَ الألقِ الأعلى بساحتنا
رحلت من ناصرٌ يأتي فننتصرُ

 

رحلتَ ما ودعت كفاكَ أذْرُعنا
ولا جرتْ أدمعٌ ينبي بها سفرُ

 

رحلتَ هل سئمتْ عيناكَ طلتنا
وما علمنا بكم يستبسلُ الضجر

 

رحلت أجرى رحيلٌ فيضَ أدمعنا
والعذرُ أن رسول البين ينتظرُ

 

ما حيرةٌ أقلقت إلا ويتبعها
من الإلهِ سبيلٌ عندهُ الظفرُ

 

ونحنُ فيكَ يتامى دون صاحبهم
يخففُ الحزن هذا أنهُ القدرُ

 

لبيتَ لله أمرًا فيه راحتكم
وأنت بين يديهِ أنتَ مصطبرُ

 

أراكَ في جنةٍ لله عامرةٍ
أورثتها أنتَ هاقد فازَ منتظرُ

 

بين اللذينَ صلاةُ الله تشملهم
هنا الزكيُ ، حسينٌ ، صاحِ والقمرُ

 

وأمهمْ إنها تمضي براحتها
على الرؤوسِ لتجلي حزن من حضروا

 

وجدهم واقفٌ يلقي تحيتهُ
على اللذين يصلوا كلما ذُكروا

 

أما أبوهم عليٌ وهوَ خامسهم
يسقي ومن كوثرٍ عذبٍ وإن كثروا

 

طوبى لمثلكَ طوبى أنتَ ساكنُها
بشرى لطوبى نزيل مثلكم بشرُ

 

ونحنُ يقتلنا حزنٌ ويؤلمنا
فراقُ مِثلكَ لكن فاز من صبروا


في رثاء الفقيد: المعلم الحاج ناصر علي يوسف العليوات



error: المحتوي محمي