كيف يصبح الإنسان سعيدًا؟!

سؤال طرحه أحد الاصدقاء وتباينت الإجابات كثيرًا بعدد المشاركين، شخصيًا كانت إجابتي هي الاطمئنان، هذا لأنني أعتقد أنَّ الصحة مع القلق تعاسة، والأولاد مع القلق كذلك، وكل أمرٍ ليس معه الاطمئنان فهو شيء تعيس أو أقرب إلى ذلك، بهذه المقدمة يبدو من الإنشاء القول: كُن مطمئنًا لتحيا سعيدًا، هذا لأنَّ الاطمئنان ليس شيئًا يُمكن لك أن تمتلكه متى شئت، بل هو أمر أظنه في غاية الصعوبة ولا يصل إليه إلا ذو حظ عظيم.

من أسباب الاطمئنان كما أعتقد: (الفلوس)، يعني ذلك أنَّ المفلس يعيش -أغلب الأحيان- القلق، الفلوس تجعلك إذا أزعجك مديرك في العمل تقول له: “طز فيك أنت وشركتك”، الفلوس تجعلك حينما تمرض تذهب لمستشفى يتعامل معك بحنان، الفلوس تجعلك حينما تصل الحرارة إلى خمسين ألفًا في الصيف تسافر إلى البرد، الفلوس تجعلك تقود بورش 911 كريرا كحلي، هذا الكلام بهذه الدرجة هو كما أراه منطقيًا، وحالما يخرج شخص ويُنَظِّر للسعادة لشخص راتبه أربعة آلاف يدفع خمسة آلاف منها للإيجار والفواتير والسيارة وهو يعيش في قصر ويسافر إلى الجنة كل عام فهو إما أن يكون كذابًا، أو أن يكون كذابًا، هذا لأنَّ ما يتحدث به هو في أغلب الأحيان ترهات أو شيء أقرب إلى ذلك، عند هذه النقطة ينبغي كذلك القول إن (الفلوس) قد تكون نقمة حينما لا يستخدمها صاحبها في الوجه الصحيح، فالمخدرات وشتى درجات الانحراف قد تكون مواتية للغني أكثر منها للفقير، لذا فالحديث عن (الفلوس) كسبب للسعادة هو للرجل الذي يُنعم على نفسه وعلى أولاده بالموعظة والتربية الصالحة التي تقودهم لسعادة الدنيا والآخرة، أما عدا ذلك فلا مرحبًا بها.

الحقيقة أن الفقر والعوز من أكثر أسباب التعاسة، إنها تجعل كريم الأصل ذليلًا أحيانًا، هكذا نقول: أعوذُ بالله من الفقر ومن الشيطان الرجيم، ولو لم يكن قريد الفقر أعلى من قريد الشيطان لما ابتُدِئ به، حتى طالب العلم الغني يعيش في معظم الأحيان صفاء ذهنيًا وتفرغًا للدرس، بعكس الطالب الفقير الذي له عائلة تستقبله كل يوم بالأنين والألم وله صاحب عقار يزعجه ليل نهار بطلب أجره، لا شك أن الفلوس ليست كل شيء ولكنها بالتأكيد أمر غاية في الأهمية للسعادة والفرح والاطمئنان، كل ذلك بشرط أن تستخدم في الخير وما يرضي الله.



error: المحتوي محمي