من سنابس.. زينب آل يوسف تنقل بصورها زوار معرض «بذرة فن» إلى طرقات تركيا وأسواقها

نستطيع من خلال صورة أن نوثّق حدثًا مهمًا أو ذكرى وأن نعيش من خلالها شعور تلك اللحظة ونتنقل من مكان لآخر؛ هكذا سافر زوار معرض “بذرة فن” مع صور “زينب عبدالله محمد آل يوسف، وذلك في المعرض المقام بصالة علوي الخباز.

وشاركت “آل يوسف” ذات الـ25 ربيعًا والمنحدرة من قرية سنابس بأربع صور بحجم A3 من رحلتها في مدينتي إسطنبول وطرابزون بتركيا لتأتي هذه المشاركة كأولى مشاركاتها على مستوى المعارض المحلية.

اعتادت آل يوسف تأمُّل أوجه السائرين في الطرقات والجالسين على عتبات الحياة؛ المبتسم منهم ومن يحتسي قهوته، لتنسج في عقلها قصصًا عن ثقافاتهم وعاداتهم وتكتب تأملاتها في الحياة، تتمعّنها بفِكرها ووجدانها قبل أن تَلتقطها كصور بكاميرا هاتفها المُتنقل.

بدايات
آل يوسف التي تنطبق عليها مقولة “البنت سر أبيها”، قد أخذت حب التصوير وشغفه من والدها الذي شجّعها وتعلمت منه الكثير كما تقول، حيث ابتدأت حديثها قائلةً: “عشقت التصوير وبدأت بالاهتمام به من المرحلة الثانوية بعد أن أهداني والدي كاميرا كهدية لتخرجي قبل 9 سنوات”.

وتابعت: “في البداية كنت أتابع “اليوتيوب” وأتعلم منه، ثم استعنت بكتاب (فن التصوير الضوئي) لأحلام النجدي وفي فترة الحجر التي فرضت علينا العزلة الاجتماعية والانغلاق على الأسرة الصغيرة ربما كانت فرصة للكثير لتعلم مهارات جديدة واكتشاف ذواتهم، فوجدت نفسي في التصوير وانغمست فيه ثم بعد ذلك سعيت لحضور معارض التصوير والتعرف على فناني ومصوري القطيف”.

صور في جوانبها أحلام
عبّرت آل يوسف عن شغفها بالتصوير بقولها: “لطالما أحببت توثيق الأماكن والوجوه؛ حيث تعيدني تلك الصور لأعيش عين الزمان والمكان أتأمل الوجوه وأقرأ تعابيرها من خلال زوايا الصور، كما يستهويني لعب الأطفال وضحكاتهم وعادات الشعوب والمقاهي والأماكن الهادئة”، مبينة أنها تجد في السفر فرصة للتأمل ورؤية الثقافات المُختلفة وهو سفر الروح لما فيه من طاقة مشاعرية وما يحمله من سعادة.

الصورة الأولى هي صورة لرجل كبير بالعمر يسير بطريق طويلة ووعرة وصفتها بأنها تمثّل الجهد والمشقة والعناء الذي من الممكن أن يواجهه الإنسان ليصل لحلمه ومهما كان عمره فذلك لن يكون حائلًا لارتقائه ووصوله لهدفه.

أما الصورة الثانية فهي صور لفتيان مع القهوة يعملون في أحد المخابز والتي قالت عنها “استوقفني منظرهم وهم يلفون أكياس القهوة بأيديهم الشابة بدقة وعناية؛ وقد بدا أنهم طلاب بالمدرسة صغار في مقتبل العمر ولعل هذا العمل البسيط هو المسافة التي يُمهدونها ليشقوا طريقهم للمستقبل، وتساءلت بيني وبين نفسي عمّا قد يدورُ في أذهانهم من أحلام وهم يعملون بإصرار الشباب سعيًا إلى الاستقلالية وإثبات الذات”.

مشاعر حقيقية
“آل يوسف” التي يعتمد عليها الأهل والصديقات في توثيق المناسبات السعيدة والأعياد تقول: “من أكثر الأوقات سعادة وبهجة بالنسبة لي عندما يتم تكليفي بمهمة التصوير، فأشعر حينها بالثقة التامة وأكثر ما يضحكني عندما أحاول جاهدة ترتيب الأشخاص بشكل معين ثم لا يستطيعون البقاء فيه لثواني معدودة، وبين شد وجذب وإعطاء التعليمات تنقلب جلسة التصوير إلى نوبة من الضحك؛ فأتعمّد التقاط العديد من الصور العفوية التي تكون رائعة وحقيقية تمامًا”.

أمنيات
تتمنى “آل يوسف” بحماس وطموح يقوده الشغف أن تبحر في عالم التصوير أكثر وأن تحدد مجال تصويرها كأن تختار تصوير الأطفال والمواليد والأشخاص، فهي تحب توثيق المشاعر وملامح الحياة في وجوه أصحابها -حسب قولها-، كما تستمتع بإظهار جماليات الأماكن والأشياء من جميع جوانبها.

يشار إلى أن معرض “بذرة فن”، الذي تنظمه جماعة التصوير الضوئي بالقطيف بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها، يقام في صالة علوي الخباز بالقطيف، ويستمر حتى يوم الجمعة 13 ذي القعدة 1444هـ.




error: المحتوي محمي