من القطيف.. جنى العبد الجبار تطرح قضايا المجتمع بـ ثلاث لوحات في «بذرة فن»

حين تمتزج المشاعر مع ألوان الفن وخياله فهي تبعث رسائل جاذبة لكل عابر من أمامها، وهذا ما جذب زوار معرض “بذرة فن” للوحات جنى أديب علي العبد الجبار، والتي حجزت لها زاوية في صالة علوي الخباز لتحتفي باليوبيل الفضي لجماعة التصوير الفوتوغرافي بالقطيف الذي احتوى الفنون البصرية للمواهب الناشئة والشابة.

إعلام وفن
ومارست العبد الجبار تخصصها في الإعلام الرقمي لتكون لوحاتها الثلاث نوعًا من الإعلام لأداء رسالة ومهمة الإخبار بقضية تحتاج إلى إعلام ليطرحها على الملأ، اعتمدت فيها على فن المدرسة السريالية في تنفيذ رسومها بألوان أكريليك على لوحات الكانفس وبمقاسات مختلفة، والذي استهلك منها قرابة أربع إلى خمس ساعات متقطعة لكل عمل من أعمالها الثلاث.

توقف عن التحديق
بلوحة !Stop Staring التي أتت بمقاس 50×40 سم عبّرت العبد الجبار عن حالة سائدة في المجتمع وهي التحديق بالآخرين من خلال رسم عيون باللوحة والحكم عليهم من مظهرهم، وذكرت أن ذلك يضر بالصحة النفسية والاجتماعية للفرد وبالتالي ينعكس على مظهره الخارجي؛ لذلك اختارت ألوانًا شاحبة تُبين تأثير المجتمع سلبًا على الفرد.

اكتئاب
ومثّلت لوحة Depression التي أتت طولية بمقاس 30×100 سم حالة عميقة من الاكتئاب نجحت العبد الجبار في تجسيدها في لوحتها حيث قالت عن لوحتها: “اللوحة تصف حالة الإنسان عندما يصاب بالحزن الشديد فيشعر بصعود قلبه إلى عنقه حتى إنه لا يستطيع أن يبتلع ريقه، كما وصفتها الآية الكريمة (وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِر)، وتعبر الفجوة الموجودة في الصدر عن نتيجة كتمان المشاعر السلبية كما يفسرها المجتمع بأنه متبلد المشاعر
ووجود الغراب يعبر عن البؤس والتشاؤم المصاحب لمشاعر هذا الإنسان والشموع المنطفئة تدل على موت شغفه وحبه للحياة”.

هل أنت الذي تريد أن تكونه؟
وأثارت لوحتها الثالثة استفهامًا إضافيًا على عنوانها الذي كان يسأل: (Are you who you want to be?)، لتستوقف حضور المعرض لتأملها أكثر، وذكرت ابنة القطيف أن اللوحة بمقاس 50×40 سم وهي تبيّن وجهين متعاكسين للفرد، حيث إن هناك وجهًا أو شخصية تتناسب مع أهواء المجتمع، ووجهًا آخر يحكي الشخصية الحقيقية لهذا الفرد.

وبينت أنها اختارت اللون البنفسجي للشخصية المزيفة التي يريدها المجتمع لأن الفرد يبدي شخصية هو غير راضٍ عنها بينما هي تتوافق فقط مع رغبات محيطه، بينما كان اللون الوردي من نصيب الشخصية الحقيقية لهذا الفرد لأن هذا اللون يعبر عن الرضا والاستقرار النفسي.

مشاعر وكلمة
وعبّرت العبد الجبار عن سعادتها بمشاركتها بـ”بذرة فن” حيث قالت: “سعيدة جدًا بمشاركتي في هذا المعرض الرائع وأشكر كل القائمين عليه لإعطائي هذه الفرصة الجميلة، فقد شاركت سابقًا في معارض لبعض المقاهي بالقطيف ولكن هذه أول مرة أشارك في معرض فعلي”.

واختتمت لقاءها مع «القطيف اليوم» بكلمة أخيرة قالت فيها: “لا توجد كلمة مستحيل إلا في قاموس الضعفاء فتذكر دائمًا أن نقطة البداية لجميع إنجازاتنا هي الرغبة والإصرار على تحقيق أحلامنا فابذل قصارى جهدك لتحقيق ما تصبو إليه ولِكُل مجتهدٍ نصيب بإذن الله”.

متى بدأت؟
بدأ فن العبد الجبار ذات العشرين ربيعًا معها من سن الحادية عشرة حين حضرت دورة قدمتها الفنانة مهدية آل طالب والتي اكتشفت موهبتها ومن ثم اعتمدت على نفسها في تطوير موهبتها.

يشار إلى أن معرض “بذرة فن”، الذي تنظمه جماعة التصوير الضوئي بالقطيف، يستمر حتى يوم الجمعة 13 ذي القعدة 1444 هـ.




error: المحتوي محمي