تناسيتُ لا أنسى و قلبي ما جفا
و لا الشوقُ من روحي تملّمل و اختفى
لك اللهُ من قلبٍ تصدع حسرة ً
تجرّع مر الهجرِ دهراً و ما اكتفى
ألست تر أن المقابل في الهوى
تُجازي صدوداً بالصدودِ لمن جفا
فما لك يا قلبي إذا مرَّ ذكرُها
تفزُّ كمكلومٍ إذا جفنه غفا
ألم تر عينيها تشعان فرحة
فأين عهود الأمس و الوعد بالوفا
فسلّم فقد صارت لغيرك في الهوى
فحبك قد ولى وماضيك قد عفا
يقولون أن الشيبَ يشفي من الجوى
فلا جاور القلبَ الوقارُ و لا شفى
فما زلت تهواها و ترجو وصالها
فلا عشقها صدقا ولا قلبها صفا
فلمَّا سرى قولي أتاني عتابها
تبوحُ بمكنونٍ تكتم في الخفا
تقولُ : بأن الوصلَ قد حال دونهُ
قضاءٌ و إن كان الفؤاد لكم هفا
فحسبك بعض الذكريات تثيرني
فتغمض مني العين يرجع ما إنتفى
كبرنا و أحلام الليالي تبدلت
بقية عشقٍ يستفز إذا طفا
فدع ما مضى يمضي و لا تشعل الهوى
توهج مثل الشمع حبك و انطفى
فيا قلب ما عاد الحبيب فلا تكن
ثقيلاً على من قال : في حبه كفى
تعودُ كما عاد الغريبُ لأهلهِ
و لا أحد حيّا و لا جاره احتفا
نهاياتُ بعض الذكريات أليمةٌ
و يخسرُ دوماً في المحبةِ من وفى