استضاف برنامج “نلتقي لنرتقي” المنظم من إدارة الشؤون الأكاديمية والتدريب الإكلينيكي بشبكة القطيف الصحية، الاختصاصية النفسية فاطمة علي السعيد، لتقديم محاضرتها “صحتنا النفسية”، وذلك يوم الإثنين 2 ذي القعدة 1444هـ، بقاعة المحاضرات بمستشفى الأمير محمد بن فهد العام وأمراض الدم الوراثية بمحافظة القطيف.
واستهدفت المحاضرة 15 شخصًا من منسوبي شبكة القطيف الصحية ومنسوباتها؛ بهدف تعزيز المهارات الذاتية والحياتية والارتقاء ببيئة العمل بأسلوب مهني مميز.
وبدأت الاختصاصية حديثها بالتعريف بمصطلح التكيف الذي يمثل مجموعة من التغيرات الحركية والحسية التي تصدر من الكائن الحي وتجعله أكثر مواءمة لشروط البيئة التي يعيش فيها. في المقابل عقدت مقارنة بينه وبين التوافق الذي يكون حالة من الوصول للرضا عن الذات باستخدام الأساليب السوية نحو تحقيق الأهداف.
وبينت أهمية الصحة النفسية وهي حالة من التمازج بين التكيف والتوافق، التي تمنح الشعور بالرضا والسعادة، وتحقيق الإنجاز الذاتي، الذي ينعكس أثره على تطوير الذات والمجتمع في آن واحد، مقسمةً أنواع التوافق إلى الشخصي والاجتماعي.
وركزت على التوافق الشخصي الذي يمثل أحداث حالة من الشعور بالارتياح والسعادة والرضا عن النفس، بإشباع الاحتياجات الفطرية والمكتسبة وتحقيق المتطلبات الذاتية عبر مراحل العمر المتتابعة، والخلو من التوترات والضغوط النفسية، التي تكون بالشعور بالضيق والقلق النفسي.
وأوضحت “السعيد” أثر التوافق الاجتماعي الذي يتضح في قدرة الفرد على الانخراط في المشاركات الاجتماعية، وإقامة علاقات منسجمة مع الآخرين وفق معايير المجتمع وقيمه، لافتةً إلى أن غياب التوازن بين التوافق الشخصي والاجتماعي يحدث حالة من الاضطرابات النفسية تظهر على سلوك الشخص الاجتماعي.
وأفصحت عن زيادة عدد الحالات المصابة باضطرابات النفسية بنسبة 25% في العيادات النفسية للفئة العمرية (14-18) نتيجة تغير المعايير السلوكية للمجتمع، والانفتاح على قنوات التواصل والثقافات الأخرى.
وتطرقت إلى مدلول الصحة النفسية التي تُعرف بأنها مواجهة الضغوط بأقل خسائر ممكنة، مستفيضةً في شرح العوامل التي تعزز التوافق الشخصي من؛ الدوافع، مطالب النمو، الحاجات والغرائز وحيل الدفاع، بالحديث عن أنواعها وكيف يكون التعامل معها كل منها على حدة.
وأوصت “السعيد” باتباع منهج التوافق الشخصي الذي يكون بالتصالح مع الذات، والعمل على حلحلة المشكلات التي يتعرض لها الشخص، وتحويل المشكلات إلى محطات إنجاز بتغيير مسارها، مع التخلص من القلق بطريقة سوية، منبهةً من عوائق التوافق وهي القلق والإحباط والصراع.
ووجهت الجميع إلى ممارسة حيل الدفاع اللا شعورية التي تستخدم لتخفيف حدة القلق ومنها؛ التبرير، الاستعلاء، الكبت، النكوص، الاحتواء، الإنكار، الإسقاط وعكسه التقمص، فيما وصفت التعويض بأنه أهم حيلة دفاعية.
وقدمت “السعيد” اختبارًا لقياس مستوى التوافق للحضور، الذي أظهرت نتيجته أن أغلبهم لديهم توافق مع النفس، مختتمة محاورها بمقولة: “الإخفاق ليس دليلًا على الفشل في الحياة بل بداية للنجاحات”.
من جانبه اختتم مشرف برنامج “نلتقي لنرتقي” حسين آل شبيب المحاضرة بتكريم الاختصاصية فاطمة السعيد وشكرها على الحضور وتلبية الدعوة.