إضاءةٌ أدبية 1

(حسن الظن بالله)

أهلُ الكرم أهل الثقة بالله..
فما أجمل قول محمود البارودي عندما دعا أهل السخاء أن يجودوا بالنوال ويبذلوا بالعطاء الهطّال لحسن الظن بالله وثقة بجزيل منحه وعطاياه:

 

جُــدْ بِـالـنَّوَالِ فَــرِزْقُ الـلَّـهِ مُـتَّـصِلٌ
وَلا تَـكُنْ عَـنْ صَـنِيعِ الْـخَيْرِ بِاللاهِي

 

فَالْبُخْلُ وَالْجُبْنُ فِي الإِنْسَانِ مَنْقَصَةٌ
لَــمْ يَـجْـنِهَا غَـيْـرُ سُـوءِ الـظَّنِّ بِـاللَّهِ

 

ومن قبله قال محمود آخر وهو ابن الحسن الورّاق:

مَــنْ ظَــنَّ باللهِ خَـيْـراً جـادَ مُـبْتَدِئاً
والـبُخْلُ مِـنْ سُـوءِ ظَـنِّ الـمَرْءِ باللهِ

أما الحسن التنيسي -كما نقل الثعالبي في يتيمة الدهر- فقد خاطب من أغلظ عليه في الوعيد ولجَّ عليه بالزجر والتوعيد بقوله:

لَا تـكـثـرن عَــلـيّ إِن أَخــا الـحـجى
بــــرمٌ بِــقـرب الـصـاحـب الـمـهـذار

 

خـوفـتـنـي بـالـنَّـار جــهـدك دائــبـاً
ولـجـجت فِــي الإرهــاب والإنــذار

 

خـوفـي كـخـوفك غـيـر أَنِّـي واثـق
بـجـمـيـل عَــفْــو الْــوَاحِــد الـقـهـار

وأينك عن قول سيد البلغاء والمتكلمين وإمام الأبرار والمتقين:

من حسن ظنه بالله فاز بالجنّة، ومن حسن ظنّه بالدنيا تمكنت منه المحنة. (1)

وازدد أُنساً بحديث أنيس النفوس (عليه السلام): أحسن الظن بالله، فإن الله عز وجل يقول: أنا عند ظن عبدي المؤمن بي، إن خيرا فخيراً، وإن شرّا فشرّاً. (2)

ومضمون هذه الدرة الثمينة كثير في روايات المعصومين عليهم السلام وكلامهم النور ووعدهم الصدق..

وورد عنه سلام الله عليه عن جده الصادق عليه السلام قال: كان نقش أبي محمد بن علي الباقر عليه السلام: ” ظني بالله حسن وبالنبي المؤتمن وبالوصي ذي المنن وبالحسين والحسن” (3)

فنم قرير العين ثقة بالله وأحسن الظن به فلا ترج إلاّ ربك ولا تخش إلا ذنبك و” حسن الظنِّ أن تُخلِص العمل، وترجو من الله أن يعفو عن الزلل”(4)

طبتم وطابت حياتكم مع النبي المصطفى وآله المستوجبين الشرفا..


(1) غرر الحكم ٨٨٤٠
(2) الكافي الشريف (٢ / ٧٢ / ٢)
(3) مكارم ألأخلاق ص٩٢ للشيخ الطبرسي
(4) عن الإمام علي (ع) كما ورد في غرر الحكم ٤٨٣٦



error: المحتوي محمي