أيقظتِ في القلب حلم الأمسِ فانبثقا
حتى توهج جمرُ الشوقِ واحترقا
ضُمي العباءة فالأزرار سيدتي
تحميكِ إن فرَّ مني الشعرُ وانطلقا
لا تُبرزي النهدَ فالآهاتُ حاضرةٌ
ما حرّض الشعرَ مثلُ الحُسنِ إن نطقا
أرخي العباءةَ لا تُبدي تقوّسه
للقوس فتّكٌ سيدمي القلبَ و الحدقا
لولا القوافي و عذب اللحنِ ما برزتْ
خودٌ لتنزع من أترابها الألقا
إن شاب رأسي فروحي في الهوى علقت
و القلبُ يعشقُ من بالحُسنِ قد رُزقا
تنفس العشقُ في الأعماق منتشياً
لا يسكنُ الخوف قلباً في الهوى غرقا
تميلُ بالخصرِ في غنجٍ و في طربٍ
كالريحِ هبت تهزُّ الغصنَ و الورقا
أدنو فتدنو و نار الشوق تلفحنا
و الكف بالكف غاب العقل فاعتنقا
و كنت منذهلا و القلب منشغلٌ
مثل الغريق دنا للشط فاختنقا
ترنمت من قوافي الحبِّ أغنيةٌ
و قربت فمها كالوردِ إن عبقا
ما أجمل العمر أن يمضي بلا حذرٍ
و لذةُ العيشِ وصلٌ يجهلُ القلقا
يا صاحِ خطَّ الهوى في لوح ذاكرتي
تاريخ ليلٍ إذا ناغيته شهقا
و يا ظلال نخيلٍ جئتها سحراً
و البدرُ عانق فيها البحر و الطرقا
وزادني طرباً لحنٌ يُصاحبهُ
ترجيع خودٍ و وجه نوره انفلقا
حتى كأن خيوط الفجرِ ترصدنا
تكادُ تهمسُ أن الوقتَ قد سُرقا
فعجلوا قبل أن يُوشي الصباحُ بكم
تنفس الصبحُ نورا و الدجى صُعقا
فالخط من قِدمِ الأزمان خابيةٌ
ربوعها جنة و الشعر منها سقى
مرعى الظباء و كم في القلب من ولهٍ
وكم ترقرق دمعي في النوى حرقا
سأعبر البحر مجنوناً بها و لها
وإن تمزق هذا الجسم و انسحقا