ما إن تصل بمركبتك إلى الواجهة البحرية في القطيف، حتى تسلب أنظارك زرقة البحر وتهيم في سحر وجمال الشاطئ، وتسرح ويشرد ذهنك في تمازج ألوان المسطحات الخضراء التي تفترش الشريط الساحلي، وروعة المعالم الحضارية من جسور وأماكن ترفيهية، إلى أن تجد نفسك مفزوعًا وكأنك استيقظت من كابوس، لتكتشف أن السيارة التي تستقلها وقعت بشكل مفاجئ في سلسلة من الحفر التي تصطاد قاصدي كورنيش حي الزهراء أو ما يسمى بـ دانة الرامس.
هذا الجزء من الواجهة البحرية في محافظة القطيف يعاني ومنذ افتتاحه من تدهور كامل للطريق، وانتشار الحفر التي تخدش جمال وروعة المكان، رغم كونه امتدادًا لأهم المعالم التي يقصدها الزوّار والسيّاح من داخل وخارج المملكة، ولم تفلح جميع المحاولات الترقيعية لإصلاح الحفر التي تشكل خطورة أيضًا على السائقين الذين يحاولون وبشكل مفاجئ تجنّب الوقوع فيها، مما يتسبب في ارتباك الحركة المرورية، إلى جانب تضرر السيارات التي تقع في المصيدة.
ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهة المعنية في أعمال الصيانة وإعادة السفلتة بشكل مستمر في محافظة القطيف، وتهيئة الواجهات البحرية لاستقبال الزوار وخاصة في المناسبات، ورصد ومعالجة كافة مظاهر التشوه البصري والعمل على تحسين المشهد الحضري في المحافظة، إلا أن هذا الجزء لا يزال ينتظر أن يكون على قائمة الأولويات ضمن سلسلة ورش الأعمال التنموية الواسعة التي تشهدها على قدم وساق.