الحياة حلوة إذا عرفناها حق المعرفة وعرفنا حق أنفسنا وحق الآخرين بالأخذ والعطاء بيننا وبينهم. فكلمة اعتنِ بنفسك واهتم بروحك ولا تهملها أغلبنا يسمعها وهذا كلام إن دل فإنما يدل على اهتمام الأطراف من حولنا لأن الاعتناء بالنفس شيء جميل ومحبب لكل الفئات العمرية فكيف بنا إذا سمعناها من شخص عزيز سواء أكان أبًا أو أمًا، أخًا أو أختًا أو حتى صديق لأنها تجلب السعادة لأغلبنا لأنها يكون فيها عدة جوانب روحية وجسدية وفكرية وهي عطاء للآخرين فعندما يكون اعتناؤنا بأنفسنا من خلال الجانب الروحي يكون هناك جانب أخلاقي تربوي مدروس نحس به من خلال تعاملنا مع الآخرين.
أما عن الجانب الجسدي فأغلبنا يركز عليه خوفاً عليه من الأمراض المضرة والفتاكة وهذا إن نظرنا له في عصرنا اليوم بل على مر العصور أمر مطلوب لا خلاف لكن في زماننا هذا أكثر خصوصاً من عانى من فايروس كورونا مثلنا لأكثر من مرة ومن ترحمنا عليهم بسببه. إلا أن الاعتناء بالنفس في نظري من الجانبين هو الأهم والمطلب والأقوى لأنه فيه تتكامل جميع الجوانب في حياتنا فإهمال أحد الجوانب ينعكس على الجانب الآخر فلا إفراط ولا تفريط بل الوسطية التي يجب علينا أن نسعى لها دومًا.
فبكل بساطه عندما تكون حياتنا مجدولة من خلال التخطيط اليومي أو الأسبوعي أو حتى الشهري فهو يبعد عنا الجهد النفسي والجسدي فلا تحاول الضغط على نفسك كي تنجز الأعمال في فترة قصيرة إذا كنت لا تستطيع لأنه ليس كل الأجسام مثل بعضها البعض في تحمل الشغل في وقت قصير ولأن الحياة لا تعطىٰ للإنسان إلا مرة واحدة فمن العبث ترك النفس على هواها دون قيد أو شرط أو أن نفكر فكرة واحدة في الصحة الكاملة، هذا محال فكلما كبرنا تدنى مستوانا الصحي شئنا أم أبينا. فعلينا التزود والاستعداد ليوم لا مفر منه فالحياة مجرد قنطرة لدار الخلود.
ختامًا، اعتن بنفسك من أجلك وأجل الآخرين فلا تتعبها وتتعب الآخرين معك.