في روازن القطيف.. فاطمة آل مطر تعزف لحن الحب في لوحتها «الأمومة والألفة»

الفن في لوحاتها مزيج من المشاعر والعاطفة تأخذك بعيدًا لتتأمل لمسات عزفها على لوح كان لونه أبيض قبل أن تغطيه بذوقها الرفيع الممزوج بمشاعرها الجياشة.

خطت “آل مطر” الفن والحب بلا كلمات، وصورت حب الأم لطفلها في لوحاتها؛ ذلك الحب اللا مشروط والعطاء الذي بلا حدود؛ فيكفيك ما تلمحه في نظراتها من إشفاق وفي ثغرها من ابتسامة لملاكها الصغير؛ الذي تحتضنه بقلبها قبل أضلاعها؛تدفئه بروحها قبل أحضانها؛ برابطة ربانية لا يعلم سرها إلا كل أم أو ابن بار عطوف.

هي الأم، الرحمة والنعمة العظيمة التي لا يشبهها على وجه الأرض إلا رحمة الله الذي خلق هذا الكون وخلق عجزنا وحاجتنا له، كما خلق حب الأم لولدها وحاجته لها.

هكذا بثتت آل مطر في لوحاتها الروح وجسدت الأمومة لحنًا رقيقًا يستشعر جماله من يتأمله.

تحدثت الفنانة “فاطمة حسن محمد آل مطر” المنحدرة من مدينة سيهات لـ«القطيف اليوم» عن مشاركتها قائلة: “شاركت بمجموعة من ثلاث لوحات بمقاس 30*40 سم استخدمت فيها ألوان الإكريليك بالأسلوب التأثيري والرسم بالسكين والتي استغرقت مني أسبوعًا لكل لوحة؛ على مدى ساعات مختلفة.

وذكرت “آل مطر” أن اختيارها لهذه الأعمال الثلاثة تحديدًا لعرضها في مشاركتها بمعرض الأعمال الصغيرة يعود لأنها أحدث أعمالها وأنها أعدتها مسبقًا خصيصًا للمعرض قبيل الشهر.

وأشارت: “عملت هذا العام على مجموعة أعمال صغيرة بهدف المشاركة بها في المعارض المحلية خاصة مع الاهتمام بالفن التشكيلي تنوع المعارض الفنية على مدار العام الأمر الذي يلهم الفنانين ويدعمهم وكان توجهي في جانبين: جانب التراث والموروث الشعبي وجانب الأمومة؛ حيث شاركت بدار نورة الموسى بمعرض 30/30 قبل شهر بمدينة الأحساء بلوحات ذات طابع تراثي وخصصت مجموعتي بعنوان “الأمومة والألفة ” للمشاركة بمعرض روازن.

وتحدثت عن لوحاتها بقولها: “الأمومة بكل ما فيها من مشاعر متدفقة وأحاسيس جميلة تبعث الروح وتبهجها، هي مشاعر أودعها الخالق في الأنثى من نعومة أظافرها منذ كانت طفلة تلهو بألعابها إلى أن تشب امرأة ناضجة ثم أمًا تغمر عالمها بهذه المشاعر لتغطي بها شريكها، صغارها، شجيراتها، حيواناتها الأليفة، بطبيعة فطرية تفيض بالحنان واللطف واللين.

كما اخترت الغزال مع المرأة بلوحاتي دون باقي الحيوانات لحبي له ولأني أجده يشبه الأنثى في براءته وجماله وعذوبة لطفه”.

وأضافت “الفن في نظري هو هوية الفنان والمرآة التي تعكس شخصيته ومكنونات قلبه. وبالنسبة لي لا يوجد ما يضاهي الراحة والسعادة التي أشعر بها عندما أطلق العنان لفرشاتي
واللذة التي تتملكني عند إنهاء إحدى لوحاتي والتي تشعرني بذاتي وكياني”.

وأشارت “آل مطر” أنها تطبق المدرسة الواقعية لكن المدرسة التأثيرية هي الأحب إلى قلبها وتعمل على الخوض في غمار تجربتها؛ كما أنها تفضل العمل بألوان الإكريليك لأنها بدون رائحة وسريعة الجفاف حسب قولها.

الفنانة “آل مطر” هي واحدة من أعضاء جماعة الفن التشكيلي بالقطيف، ولديها مرسمها الخاص، كما أنها حاصلة على عدة شهادات خبرة، وشهادات شكر وجوائز، كما شاركت بالكثير من المعارض داخل وخارج البلاد، أقامت معرضين شخصيين، وقدمت عدة دورات بجمعية سيهات.

كما استذكرت بغبطة أنها حصدت أول جائزة لها من أول مشاركة والتي كانت بمعرض عن القضية الفلسطينية قبل 18 سنة تقريبًا.

وأضافت “أن التوجه الحالي للوحات بالمقاس الصغير يهدف لنشر ثقافة اقتناء اللوحات الفنية من قبل محبي الفن، وأعربت عن سعادتها لتسابق الزوار في اقتناء أعمالها”.

الجدير بالذكر أن معرض “روازن” بنسخته الثالثة، والذي تنظمه جماعة الفن التشكيلي بالقطيف التابعة لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف في صالة علوي الخباز يستقبل زواره يوميًا من الساعة 5:00 إلى الساعة 10:00 مساء حتى يوم الجمعة 22 شوال 1444هـ.




error: المحتوي محمي