ربما هي مشاهدٌ غابت عن أيامنا، بعد أن محت المدنية والتحضر الكثير من شخوصها، فلا أنت ترى النساء يتسامرن باتجاه (العين) لغسل ملابسهن وأطباق الطعام، ولا صورة المرأة وهي تحمل (الزبيل) فوق رأسها عادت مألوفةً في يومنا هذا، غير أن الفنان التشكيلي عباس ارقيه، يجعل ذلك الماضي حاضرًا بزهو في لوحاته.
وفي معرض “روازن” الذي اختتم اليوم الجمعة 22 شوال 1444هـ، حجز “ارقيه”، مساحته الخاصة ليجعل من حواء القديمة، بطلة المشهد في أربع لوحات صغيرة، لم يتجاوز مقاسها 30×30سم، اختارها من بين 200 لوحة أو أكثر، من مجموعته الخاصة “النخيل في المنطقة”، التي شرع في تنفيذها منذ حوالي 3 سنوات، مستخدمًا في إنجازها بعض المعاجين مع ملامس وبعدها ألوان الإكريليك.
محافظ على الهوية القطيفية
ولأن عباس ارقيه، فنان عرف عنه محافظته على هويته القطيفية في لوحاته، وتحديدًا تراثها، فلم يكن غريبًا عليه إبرازه للنساء بأزيائهن التراثية كعنصر أساسي في لوحاته المشاركة بالنسخة الثالثة من معرض الأعمال الذي نظمته جماعة الفن التشكيلي بالقطيف، على صالة علوي الخباز، على مدى 9 أيام.
منمنمات استقيتها من ذاكرة الطفولة
وعن وصف لوحاته قال: “اللوحات المشاركة شأنها في ذلك شأن بقية أعمالي، عبارة عن منمنمات وزهور في كثير من أعمالي، وقد استقيتها من ذاكرة الطفولة، وهي من الناحية البصرية عبارة عن شعبيات متنوعة تدعو للفرح والأمل، كما أنها تحمل كمية احترافية من العمل الفني من التوزيع المسرحي لأعمالي إجمالًا”.
وأوضح أنه في أعماله يحاول جذب المتلقي للناحية التراثية والأصالة في العمل الفني، وهذه الأعمال لها تاريخ يعود إلى 50 سنة ماضية في ذاكرتي، منذ طفولتي.
وأضاف: “أسعى دائمًا لأن تكون أعمالي متجددة من الناحية اللونية، فالمتتبع لأعمالي وخاصة المتخصص يجد العمل والتراث والشعبيات ذريعة للوصول إلى المتلقي، وفي هذه المجموعة أيضًا كانت الأعمال متنوعة كتنوع البيئة القطيفية، من نخيل وبحر وبر.
عن معرض “روازن”
وفي حديثه عن معرض روازن، قال ارقيه: “المعرض خصص للاقتناء -والحمد لله-، نحن نرى ثقافة الاقتناء تتجدد في منطقتنا بفضل المعارض المقامة، وندعو إلى مزيد من ثقافة الاقتناء، والغريب أن الاقتناءات أكثرها من خارج المنطقة من دول آسيوية وغربية وأيضًا من الرياض”.
وتوجه في ختام حديثه بالشكر لـ«القطيف اليوم» على دعمها لجماعة الفن التشكيلي.
عباس ارقيه.. باختصار
اختصر “ارقيه” حديثه عن سيرته الفنية بقوله: “أنا ممارس للفن منذ أكثر من 25 سنة، أعشق البيئة والتراث الشعبي، معظم لوحاتي تجدها في صورة قصة حالمة ربما واقعية محاطة بالقصة الطفولية، تجد الأم والطفولة في جميع لوحاتي حالة اختزالية مقاربة إلى التجريد في الشكل واللون، ربما المتذوق يجد ضالته في لوحاتي فطرية العمل واللون، والإنسان المحب للتراث الشعبي المليء بالأيقونات والزخارف الشعبية الخليجية مهتم بالبيت الخليجي بكل تفاصيله من حصیات وزخارف في كل ركن من أركان البيت الخليجي ومساقط الإضاءة هي حالة حالمة وطفولية في الذاكرة”.