القرين

لكلٍ منا قرين في حياته، رغب في ذلك أم لم يرغب وهذا القرين يمثل الجزء الذي يكمل صورته وهذه الصورة قد تكون في أحسن تقويم أو في أسفل سافلين أو ما بينهما كما ذكرنا في المقال السابق، والقرين هنا هو من تتكامل معه في حياتك صعودًا أو نزولًا وهو من يعطيك الشعور بالاطمئنان والسكون في كل ما تقوم به حسنًا أو سيئًا، وهو أيضًا من تلجأ إليه دائمًا في مراحل حياتك المختلفة لما يمثله من دعم نفسي ومعنوي ومادي وروحي وغيرها، وهو الأم في مرحلة من مراحل الحياة والأب في مرحلة أخرى والأخ والأخت في مرحلة ثالثة وهو الصديق في مرحلة رابعة وهو الزوجة أو الزوج في مرحلة خامسة وقد يتقدم أحدهم على الآخر أو يبقى هو القرين بحسب وضع الشخص وحالته.

سؤال؛ من هو قرينك الذي يدل عليك؟ ولماذا يناسبك هذا دون ذاك؟ وترتاح لهذا ولا ترتاح إلى ذاك؟

لكل منا متطلبات في حياته وهذه المتطلبات تستوفى بالقرين، فأحيانًا يكون الكتاب هو القرين (فخير جليس في الزمان كتاب) إذا كان العلم والتزود به هو غاية الفرد وطلبه وأحيانًا العبادات إذا كان الجانب الروحي هو الطاغي عليه، وأحيانًا الزوج والزوجة إذا كان السكن والمودة والرحمة مطلوبة مع التواصل الدائم بينهما (يسهرون مع بعض، ينامون مع بعض، يقومون مع بعض، يطلعون مع بعض، يضحكون ويحزنون مع بعض)، وللأسف فإن هذه الأدوار قد أخذت من أصحابها وصار القرين هو الجوال والكمبيوتر ووسائل التواصل الاجتماعي.

من قريني؟ عندما أجيب عن هذا السؤال ستتضح شخصيتي وسأعرف من أنا؟ هل هم الأهل؟ هل هي الزوجة؟ هل هو الزوج؟ هل هو الكتاب؟ هل هي العبادات؟ هل هو الجوال؟ هل هو الكمبيوتر ووسائل التواصل الاجتماعي؟ الإجابة عند كل شخص واضحة.



error: المحتوي محمي