كَوْكَبَةُ الْوَلَاءِ

فَلَمْ يَسْعُوا عَلَيْهَا مَا بَغُوْهَا
بِمَا قَدْ فَاضَ فِيْهِا بِالْمَزِيْدِ

 

وَعَاشُوا فِيْ كَفَافٍ مَا تَرَاخُوا
وَعَانُوا مِنْ نَكَالٍ مِنْ صَدِيْدِ

 

وَصَارُوا مِنْ صُمُوْدٍ كَالْجِبَالِ
وَزَادُوا فِيْ شُمُوْخٍ كَالْحَدِيْدِ

 

وَسَارُوا فِيْ طَرِيْقٍ لَيْسَ يَثْنِيْ
لِمَنْ قَدْ نَالَ مِنْهُمْ مِنْ عَنِيْدِ

 

كَفَاهُمْ مِنْ مَقَامٍ مَا عَلَاهُمْ
وَدَامُوا فِيْ جُهُوْدٍ بِالْمَشِيْدِ

 

وَمَا نَالُوا عَلَيْهَا مِنْ وِقاءٍ
نَهَاهُمْ عَنْ هَمَالٍ بِالْوَعِيْدِ

 

وَعَانُوا مِنْ هُمُوْمٍ مَا بَلَتْهُمْ
لِمَا قَدْ جَازَ فِيْهُمْ بِالْعَدِيْدِ

 

رِجَالٌ مَا تَلَاقُوا بِالْأَمَانِيْ
وَزَادُوا مِنْ كَمَالٍ بِالْعَمِيْدِ

 

عَلِيٌّ بِالْمَعَالِيْ قَدْ وَفَاهُمْ
تَلَاقُوا عَنْ شُهُوْدٍ بِالشَّهِيْدِ

 

وَزَالُوا عَنْ لَهِيْبٍ قَدْ تَعَالَىْ
لِيَوْمٍ قَدْ كَانَ مِنْهُمْ بِالصَّعِيْدِ

 

عَلِيٌّ قَدْ هَدَاهُمْ مِنْ رَشَادٍ
وَبَاتُوا فِيْ هَنَاءٍ بِالسَّعِيْدِ

 

فَهُمْ مَنْ بَانَ فِيْهِمْ بِالْعَطَايَا
وَأَضْحُوا فِيْ رَخَاءٍ بِالزَّهِيْدِ

 

وَنَالُوا مِنْ جَزَاءٍ فِيْ جِنَانٍ
وَفَازُوا فِيْ رِيَاضٍ كَالرَّغِيْدِ

 

وَزَادُوا مِنْ مَقَامٍ فِيْ تَعَالٍ
وَسَارُوا فِيْ شُمُوْخٍ مِنْ شَدِيْدِ


الْهَوَامِشُ:
1- نُظِمَتْ أَبْيَاتُ هَذِهِ الْقَصِيْدَةِ عَلَىْ بَحْرِ الْوَافِرِ فِيْ مَدْحِ أَصْحَابِ الْإمَامِ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ الْأَوْفِيْاءِ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
2- دَخَلَ زِحَافُ الْعَصْبِ عَلَىْ تَفْعِيْلَةِ ” مُفَاعَلَتُنْ” فِيْ حَشْوِ وَعَرُوْضِ وَضُرُوْبِ الْأَبْيَاتِ وَهُوَ تَسْكِيْنُ الْخَامِسِ الْمُتَحَرِكِ لِتَكُوْنَ “مُفَاعَلْتُنْ”.
3- دَخَلَ عَلَىْ ضُرُوْبِ الأَبْيَاتِ عِلَّةُ الْحَذْفِ فِيْ تَفْعِيْلةِ ” مُفَاعَلَتُنْ ” وَهُوَ حَذْفُ السَّبَبِ الْخَفِيْفِ مِنْ آخَرِ التَّفَعِيْلةِ لِتُصْبِحَ ” مُفَاعَلَ ” ثُمَّ أَصَابَهَا زِحِافُ الْعَصْبِ لِتُصْبِحَ “‏ مُفَاعَلْ” الْذِيْ تُقَابِلُ تَفْعِيْلَةَ “فَعُوْلُنْ” .
4- عِلَّةُ الْقَطْفِ هِيَ اجْتِمَاعٌ بَيْنَ عِلَّةُ الْحَذْفِ وَ زِحَافِ الْعَصْبِ.



error: المحتوي محمي