في روازن القطيف.. من تاروت.. صفاء الجنبي وحواء المغيزل تزاوجان الحروف بالألوان

رموزٌ وألوان وشفراتٌ تنطقُ من خلالها بما ترغبان البوح به، وما تمثلّه تلك الشفرات من اندفاعات وصفات وقيم، فكان اللون سيّد الموقف ومغناطيس الجذب بوضوحه القوي الذي خطف عيون المشاهدين والزائرين الذين تنقلوا بين لوحات الفنانتين التشكيلتين صفاء حسن علي الجنبي وحواء علي صالح المغيزل في زاويتين اختلفتا شكلًا وتشابهتا مضمونًا للفنانتين في معرض “روازن” بصالة علوي الخباز.

ألوانٌ ترمز
مزجت الجنبي في لوحاتها الثلاث التجريدية التي شاركت بها في معرض “روازن” بين الرموز والألوان فاللون البني يعبّر عن الأرض والجذور المرتبطة بها، بينما يمثّل اللون الأزرق اندفاع البحر، وما يتصف به من صفات مختلفة من العمق والهدوء والطموح والقوة، أما اللون الأخضر الذي لا غنى عنه فيمثل السلام الروحي والمشاعري.

وعن لوحاتها المشاركة تقول: اشتركت بثلاث لوحات مقاس 40×40 مستخدمة خامة الأكريليك على قماش الكانفس، وتم إنجازها على 3 مراحل من حيث تأسيس اللوحة، وإضافة طبقات ووحدات لونية وعناصر ورموز تعبيرية مع مرعاة توازن العمل من حيث الكتل والفراغ.

اقتناء للتميز
تشعر الجنبي بفخر مشاركتها في معرض “روازن” الذي هو جزء من تراثنا الشعبي، ومفرده “روزنة” وهي النافذة الصغيرة أو الكوة في الجدار أو السقف وهذا مايمثله المعرض بمجموعة لوحاته الصغيرة التي تُزيّن بها الجدران، وذلك من أجل نشر ثقافة الفن التشكيلي داخل المجتمع، وتمكين جمهور الفنّ التشكيلي من اقتناء لوحات مميزة لفنانين موهبين، فمنطقة القطيف ولادة دائمًا بالموهبة والإبداع كما تراها، كما تزيد المعارض من خبرات الفنان وتوطد علاقاته مع نظرائه من الفنانين، ومن خلال المعارض الجماعية غالبًا ستدور نقاشات تثري مخيلة الفنان وفكره الإبداعي.

قوة الألوان
وتضامنت المغيزل باعتمادها على الألوان كمصدر قوة للوحاتها الثلاث اللاتي جاءت بمقاس 40×40 سم، ونفذتها بتقنيات وخامات متنوعة، مستخدمة ألوان الأكريليك والأحبار والباستيل وطباعة الشاشة الحريرية ومعالجة السطوح والرمل.

تقول عن لوحاتها: “الفنّ هواء الفنان، وحضور الفنان ومشاركاته في مثل هذه المحافل تزيد مساحته تألقًا وهذا ما حاولت إبرازه في المعرض حين اعتمدت في لوحاتي على إظهار اللون بوضوح قوي بحيث يخطف عين المشاهد وينقلها بين زوايا العمل”.

سقف زمني
لم تضع المغيزل سقفًا زمنيًا لإنهاء لوحاتها؛ لأنها ترى أنه من الصعب غالبًا تحديد سقف زمني لإنتاج العمل خاصة إن كان هنالك متسع من الوقت لدى الفنان، فقد ينهي العمل في عدة أيام ثم يعود إليه على مدى أشهر متتالية ليتأمله ويضيف إليه لمسات تبرز قوة العمل.

عنهما
صفاء الجنبي معلمة وفنانة تشكيلية حاصلة على لقب المعلمة المتميّزة لعام 1439هـ، وحصدت جائزة قصص النجاح لبوابة المستقبل على نتائج فئة المعلم، تميل بأسلوبها إلى المدرسة التجريدية التعبيرية، وشاركت بلوحاتها في العديد من المعارض المحلية والخليجية والعربية.

أما حواء المغيزل ففنانة تشكيلية شاركت في أنحاء في معارض المملكة وخارجها، ولديها عدة مشاركات في معارض لدول الخليج والدول العربية.

الجدير بالذكر أن النسخة الثالثة من معرض روازن التي تنظّمها جماعة الفن التشكيلي التابعة لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف تقام على صالة علوي الخباز وتستقبل زوارها من الساعة 5 إلى الساعة 10 مساء حتى يوم الأربعاء 20 شوال 1444هـ.


صفاء الجنبي

حواء المغيزل

من المعرض



error: المحتوي محمي