لكل شابّ وشابة في وطننا والعالم لم نلتقِ ولا نعرف بعضنا ولكني أبٌ وجدٌّ، عندي أولاد وبنات وأحفاد وأخاف عليهم من أن يصيبهم مكروه! أخاف عليكَ وأخاف عليكِ أيضًا لأنكم أغلب الظنّ في عمر ابني أو ابنتي وأمامكم متسع من الوقت لتتَعافوا وتَستمتعوا بالحياة.
إذا كان من أحدٍ يريدكَ أن تكون شخصًا عالةً على غيره مخالفًا للقوانين وتعرّض نفسكَ لشتى أنواع العقوبات والمزالق، نحن نريدك شابًّا قويًّا منتجًا، يساهم معنا في وضع طوبةٍ فوق طوبة من أجل أن نرتقي – كلنا – ونتقدم!
العلاج من هذه السموم والآفات سهل جدًّا؛ لا يكلف مالًا ولا جهدًا، بل يوفّر المال ويعيد الجهد إلى حيث ينبغي أن يكون. كم من المال تكلف هذه السموم؟ كم تُضعف وتُنهِك الجسم؟ إذا كان هناك من يريدكَ ميتًا فنحن نريدك حيًّا، تستمتع بالحياة معنا، إذا كان أحد يريدكَ أن تكون فقيرًا معدمًا تسرق المالَ وتشتري به السموم من عنده، نحن نريدك غنيًّا وتستمع بمالك وكدّك!
تقول لي: أنت مغفّل ساذج! ليست بهذه البساطة والسهولة! وأنا أقول: بلى هي كذلك، إذا فعل الشيء ناسٌ كثيرون دلّ على إمكان حدوثه. على عكس أغلب الناس أنا أقول لك: لم تتأخر؛ ما دام فيك عرق نابض بالحياة إذًا فيك إرادة وعزيمة وإذا كنت تتنفس إذًا أنت تريد الحياة ويبقى السؤال: أيّ حياةٍ تريد؟ حياة الأموات أم حياة الأصحّاء والجادين، الذين لهم دين ويعتقدون أن بعد هذه الحياة القصيرة هناك حياة ممتدة وسعيدة إلى ما لا نهاية، لا تتأتى إلا بالجد الآن والعمل قبل الموت!
إذا كنت من الذين يظنون أن الحياة في السموم والمتعة في المخدرات، تعالَ وجرّب الحياة الحقيقية دون مخدرات ودون استسلامٍ أو يأس. أليست خسارة أن يَضيع عمرك وينتهي إلى رقمٍ ولوحة باهتة على قبرٍ دون شيء مفيد في هذه الحياة؟ حياتنا الأصحاء ليست خالية من الألم وصافية مثل اللبن، هي الحياة نستقوي بها في يوم قوتنا على ضعفنا ولا نهرب منها.
تسأل: وإذا لم آتِ؟ هل قرأت قصة النبي نوح – Noah – عليه السلام مع ابنه؟ قصة جميلة قصها القرآن والتاريخ. كان عند نوح ابن عاصٍ – منعزل مثلك تمامًا – فلما جاء الطوفان خاف عليه نوح ونصحه: {وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ}. رفض ابن نوح نصيحة أبيه وقال: {قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ}. قال له نوح: يا بني تعال وارتح، الطوفان كبير لا طاقةَ لك به: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ}. ولمّا لم يأت الابن العاق ليركبَ السفينة هلك في الطوفان مع من هلك: {وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ}.
ثمّة سؤال لكل أب: لو رأيتَ ابنكَ يمشي في الطريق والسيارات حتمًا تصدمه ويموت، هل تجره من ذراعه وإن شعر بألم؟ إذًا أنت مسؤول عن سلامته، أعجبه الأمرُ أم كره وعليك أن تجد ما يناسب هذه المسؤولية! سر الأبوة ليس الإنجاب وتوفير الأكل والشرب فقط، إنما أيضًا أن تحرسه من السموم والآفات وتربيه على بغضها وكرهها:
كن قريبًا منه.
اشغل وقت فراغه بما هو مفيد.
أوجد البدائلَ النافعة.
لعل القراء الأعزاء يجدون قسوةً في بعض الخطاب؛ هم مُصيبون! لكن أليست القسوة أهون من الموت والمشاكل مع القانون؟ لو كان بالإمكان استئصال هذه الآفات باللين والرقة لكان خيرًا، لكن الواقع مختلف جدًّا وما تبنيه الشياطين يحتاج إلى معاولَ من حديد من أجل أن يُهدم!