جمعت الفنانة التشكلية مواهب سعيد أحمد الجراش بين المدرسة التجريدية وفن التشكيل بالحروف في لوحاتها (حروفيات) التي شاركت بها في النسخة الثالثة من معرض الأعمال الصغيرة “روازن” الذي تنظّمه جماعة الفن التشكيلي التابعة لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف.
واختارت الجراش في أعمالها الألوان المحايدة، وحسب وصفها فإن ذلك جاء لإظهار الحرف بشكل قوي مع نقطة حمراء للمزج بين النقيض في الألوان، وهو ما يُعرف بمسرحية الألوان والتركيبات الجميلة.
وتحدثت الفنانة “الجراش” عن لوحاتها التي جاءت بمقاس 40×50 سم، مبيّنة أنها استخدمت فيها ألوان الأكريليك، وقد عملت عليها على مدار 3 أيام، مستغرقة في كل لوحة منها ساعتين متواصلتين لتحافظ على نسق وروح العمل الذي طبقت فيه فن الحروفيات بطريقة مجردة جمعت فيها بين حروف اللغة العربية بجمالياتها وبين إبداع التركيب وأبعاد الألوان.
وأشارت إلى أن الفن التجريدي نتاج بين المخزون الفكري وفهم الألوان وتناسبها، بينما فن التشكيل بالحروف يعتمد على استخدام الحروف والأرقام والرموز ولكن ليس بقواعدها الأساسية بل كما يرتئيه الفنان لخلق صور فنية وتعبيرية، سواء عن طريق الكتابة أو الرسم”.
وترى “الجراش” أن الخلط بين المدارس في العمل الفني هو ما يخلق التميّز والإبداع معتبرة أن هذا أجمل ما يميّز الفن الحديث، مبيّنة أنها تطمح كأي فنان إلى إيجاد طابعها والتفرّد ببصمة فنية خاصة بها.
عن مسيرتها الفنية
تشكلت هوية ابنة القطيف الفنية منذ نعومة أظفارها عندما كانت طفلة صغيرة، وورثت الفن عن والدتها السيدة (عواطف نور الدين) التي تملك حسًا فنيًا وموهبة الرسم أيضًا والتي كانت الداعم الأول لموهبتها، كما كان لأساتذتها في المرحلة الابتدائية الأثر الكبير في غرس ميولها الفنية، وبعدها طوّرت نفسها بالممارسة وصقلت موهبتها الفنية بالعلم؛ فدرست دبلوم الفن التشكيلي في جامعة الباحة.
وذكرت “الجراش” أنها استفادت من الورش العملية للفنانين التشكيليين المحليين وكذلك المعارض والفعاليات الفنية حيث أثّرت وتأثّرت بمجتمع الفنانين الذين يجددون طاقتها ويشعلون جذوة الفن في نفسها -بحسب قولها.
وأكدت أنها بفضل هذه التجارب والمشاركات تطوّرت موهبتها وأخذت تجرّب أنماطًا فنية جديدة، وشاركت في أكثر من 16 مناسبة في الفعاليات على المستوى المحلي والعديد من المعارض، وذكرت أنها تعمل حاليًا على التحضير لمعرض شخصي قريبًا يحمل توجهين؛ توجه للطابع التجريدي ولوحات بطابع التشكيل بالحروف.
شكر
أعربت “الجراش” عن سعادتها بالمشاركة للمرة الثانية في معرض روازن وشكرت جهود الفنان “علي الهويدي” ودعمه المتواصل للفن والفنانين بالمنطقة، وأكدت أن المعارض هي نقطة الوصل بين الجمهور والفنان للتعريف به وإيصال فنه للجمهور ورفع مستوى الثقافة الفنية بالمجتمع.
الجدير بالذكر أن النسخة الثالثة من معرض الأعمال الصغيرة “روازن” تقام على صالة علوي الخباز وتستقبل زوارها من الساعة 5 إلى الساعة 10 مساء حتى يوم الأربعاء 20 شوال 1444هـ.