جسّدت الفنانة التشكيلية رحمة أمير علي السادة مفهوم الصداقة بلوحة فنية عبّرت فيها عن عمق المعنى الحقيقي للأصدقاء والمشاعر والأحاسيس التي تسكنهم وهم يسيرون على نفس الخطى؛ وشاركت بها في معرض “روازن القطيف” لتؤكد لزواره أن لذة الحياة تكون بوجود الأصدقاء، ثم رحلت بهم إلى لوحة أخرى شاركت بها في المعرض أيضًا عبّرت فيها عن انتماء الإنسان إلى ذاكرته التي تلاحقه أينما ذهب.
وتحدثت الفنانة السادة المنحدرة من مدينة صفوى لـ«القطيف اليوم» عن مشاركتها باللوحتين في المعرض بنسخته الثالثة، والذي تنظّمه جماعة الفن التشكيلي بالقطيف التابعة لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف في صالة علوي الخباز.
وذكرت “السادة” أن اللوحة الفنية التي أطلقت عليها مسمى “الرفقاء” تعبّر عن الأصدقاء وقوة العلاقة بينهم وهم يتبادلون أطراف الحديث بشوق وحنين، واصفةً ذلك بأن بعض الأصدقاء رفقاء في نفس الدرب غطاء من المحبة وبيت دافئ وعمر من السعادة.
وأشارت إلى أن العمل الثاني الذي شاركت به حمل عنوان “أنتمي الى ذاكرتي” وعلقت عليه بقولها: “أنا أنتمي إلى ذاكرتي وأنحاز إليها وأحبها، واكتشفت أن جزءًا من سعادتي يكمن في ذاكرتي، الذاكرة التي لا تخلو من الألم بطبيعة الحال ولكني أحنط الذكريات السعيدة وأستذكرها دومًا وأوقظ بها الحياة كلما أوشكت على أن تُنسى”.
وأوضحت أنها بدأت العمل على هاتين اللوحتين في محاول التعبير عن الذي في داخلها، لافتة إلى أن الفن وحده هو الذي يصور تفاصيل الحياة بهذا الجمال.
واستخدمت السادة في اللوحتين اللتي بلغ مقاسهما 30*30 سم ألون الأكريليك التي أضفت عليهما قيمة جمالية، واستغرقت في إنجازهما ما يقارب الأسبوعين.
ولفتت “التشكيلية” السادة إلى أنها تمتلك مواهب أخرى كالكتابة والنحت على الخشب والأعمال الخشبية، مضيفةً أنها بدأت بالتعلق وحب الرسم منذ الصغر في المرحلة الابتدائية وكانت الحصة المحببة إلى قلبها مادة “التربية الفنية” ومع دخول المرحلة الجامعية انشغلت قليلًا عن ممارسة الرسم، ولكنها سرعان ما عاد لها الشغف للمواصلة والمشاركة في المعارض الفنية.
وذكرت “السادة” الحاصلة على بكالوريوس علوم إشعاعية أنها كانت عضو مشارك في معرض هدنة المقام في جدة 2022، وعضو مشارك في مبادرة بستان قصر تاروت 2022، وكذلك عضو مشارك في معرض مكافحة السرطان 2019، وعضو مشارك لجماعة الفن التشكيلي بالقطيف 2022.
وأعربت عن سعادتها بتشجيع والديها الدائم لها وأيضًا جماعة الفن التشكيلي على إتاحة الفرصة لها للمشاركة، مؤكدةً أن مشاركتها وقود ودافع أكبر في الاستمرار في الفن الذي هو حياة لها معنى وعالم آخر تستطيع من خلاله التعبير عن ما تشعر به وما يدور في المجتمع من أحداث ومواقف.
الجدير بالذكر أن النسخة الثالثة من روازن التي تنظّمها جماعة الفن التشكيلي التابعة لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف تقام على صالة علوي الخباز وتستقبل زوارها من الساعة 5 إلى الساعة 10 مساء حتى يوم الأربعاء 20 شوال 1444هـ.