من القطيف.. الزهراء الجشي تنقل زوار «روازن» لجو الزيارة في لوحاتها «إسلاميات»

في عالم الفن يسافر الفنان بريشته لأبعد من مكان تواجده ويرسم معالم من بلاد أخرى، ليحظى من يرى لوحته بمتعة عيش لحظات السفر التي ربما عادت الذاكرة بها لأيام عاشها واقعًا بتلك البلاد.

وهذا ما فعلته لوحات الفنانة التشكيلية الزهراء سامي محمد سعيد الجشي التي شاركت بها في معرض الأعمال الصغيرة “روازن” في نسخته الثالثة والذي نظمته جماعة الفن التشكيلي التابعة لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف في صالة علوي الخباز، حيث جذبت لوحاتها زائري المعرض.

إلهام زيارة
يكون السفر عادة محطة إلهام للفنان ليتشكل إلهامه لاحقًا في هيئة لوحة، وتشكلت لوحات “الجشي” بالطابع الإسلامي للأماكن المقدسة التي زارتها لينطبع بها جو الزيارة والتي فضّلت فيه اختيار المدرسة الواقعية في رسمها فواقع المكان لم يكن يحتاج للخيال.

وعن فكرة لوحاتها التي جمعها اسم “إسلاميات” قالت: “العمل عبارة عن ثلاث لوحات فنية بمقاس 30×30 رسمتهم بالألوان الزيتية بعد زيارتي للأماكن المقدسة والمساجد في الدول الإسلامية وقد ألهمتني للرسم والإبداع وإظهارها للعالم”.

بين الفن والجغرافيا
حب “الجشي” للفن والرسم من أوائل مراحل دراستها بالمرحلة الابتدائية وَلّد لديها حب مادة التربية الفنية التي كانت متفوّقة فيها، ولكن لم يسعفها الحظ بعد تخرجها في الثانوية لدخول تخصص التربية الفنية حيث لم يكن موجودًا حينها في جامعات الدمام، وهذا ما دعاها لدخول تخصص الجغرافيا والذي كانت سلوتها فيه أن فيه رسمًا للخرائط.

ولكنها بعد تخرجها استكملت دوراتها الفنية وطوّرت من نفسها فيه، إضافة للتعليم الذاتي والممارسة التي ساعدت في صقل موهبتها الفنية.

عائلة فنية
الميل للفن يأتي أحيانًا من الجو العائلي المهتم بالفن وهذا ما أشارت له ابنة القطيف حيث قالت: “عائلتي عائلة الجشي أيضًا عائلة عريقة ومعروفة فمنهم الفنانون والرسامون ومنهم الأدباء والشعراء والكُتّاب، فوالدي سامي محمد سعيد الجشي مؤلف كتاب “جمهرة أنساب القطيف” وعمتي الفنانة التشكيلية إيمان محمد سعيد الجشي، وابنة عمنا الفنانة هويدا الجشي والفنانة عفاف الجشي والفنانة سلام الجشي والفنان علي الجشي وغيرهم”.

مواهب عديدة
لا يأتي الرسم وحيدًا لصاحبه فهو يجر له فنونًا أخرى تتشكل على يديه وبحسه الفني، فالجشي لا تستخدم فنها وفرشاتها على اللوحات فقط بل تستخدم فرشاتها في الرسم على وجوه الأطفال في المهرجانات والمناسبات، وكذلك تمتهن نقش الحناء للفتيات والسيدات والعرائس منذ ما يقارب العشر سنوات، ومهتمة بعمل الأعمال الفنية التي تُطلب في المدارس، إضافة لممارسة الخط العربي حيث تمتلك عضوية ضمن جماعة الخط العربي بالقطيف.

شهران
وذكرت أن رسم لوحاتها الثلاث بالمعرض استغرق قرابة الشهرين في أوقات متفرّقة، وتم رسمها في وقت واحد معقبة على ذلك بقولها: “وهذا الأفضل إذا كانت الأعمال الفنية بنفس الموضوع يُفضّل رسمها في وقت واحد ليكون هناك تجانس في الألوان والفكرة والموضوع”.

مشاركة ثانية في روازن
يتسابق الفنانون لوضع بصمة لهم في مشاركاتهم الفنية خاصة بالمعارض الفنية التي تحمل عدة نسخ سنوية، وعن مشاركات “الجشي” بالمعارض الفنية قالت: “دائمًا أشارك بمعارض جماعية داخل المملكة، وتسعدني المشاركة بالمعارض الفنية التابعة لجماعة الفن التشكيلي بالقطيف والحمد لله رب العالمين وُفّقنا للمشاركة بمعرض روازن بنسخته الثانية والآن النسخة الثالثة”.

وبيّنت أن الفن حلقة تواصل بين المجمتع والفنان، والفنان دائمًا يقدم رسالة من خلال فنه وغالبًا لوحات الفنان نفسه تعبّر عن شخصيته وقناعاته وأسلوب حياته ومكنوناته، فالفنان يعبر بذلك بريشته وألوانه، ووجود معارض فنية فرصة للظهور وفرصة لإبراز المواهب الفنية وهي تعطي الفنان الفرصة المناسبة لإبراز ما يدور في وجدانه وأحاسيسه ومشاعره للآخرين.

كلمة
ووجهت كلمة أخيرة قالت فيها: “على الفنان دومًا وأبدًا الاستمرار في تطوير فنه وتطوير نفسه في الرسم ومواكبة الجديد في عالم الفن فالفن دائمًا في تجدد مستمر، وعلى الفنان زيارة المعارض الفنية والمتاحف الفنية دائمًا فهي تنمّي الفن في نفس الفنان وتولّد فيه الإبداع وحب التميّز والتعرّف على الأساليب الجديدة والتعرف على ثقافة الشعوب من خلال ما يراه الفنان في تلك المعارض”.

وذكرت أنها تتطلع لدور الإعلام الرائد في نشر أخبار جماعة الفن بالقطيف للمجتمع وتستمد منه العون في العمل لإبراز الحركة الفنية بالمجتمع.




error: المحتوي محمي