تعهّدت الصحافة منذ عهود قديمة لإيصال الخبر الصحفي بحذافيره وفق أسس وضوابط تصنع الثقة بينها وبين المُتلقّي للخبر.
والصحفي الناقل للخبر يتحمل مسؤولية نقل خبره للآخرين بمصداقية لا تحتمل الخطأ، أو لمجرد إظهار سبق صحفي بغض النظر عن افتقاده المصداقية.
يقول الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) (سورة الحجرات: 6).
إنني أرى أنّه من غير المنصف خروج أيّ خبر من صحيفة رسمية بناء على رسائل واتسابية عشوائية إلّا إذا كان ذلك من باب الفرقعة الإعلامية على حساب سمعة الآخرين وزيادة عدد متابعي الصفحة.
وبما أنّ الخبر يفتقد المصداقية لماذا يُنشر من الأساس؟!!
ما هكذا تورد الإبل!!
وإذا كانت مهمة الصحيفة تسهيل الحصول على المعلومات والأخبار المختلفة فلا بد من الوصول لمسرح الحدث نفسه واجتثاثه من منابعه الأصلية ثمّ توثيق ذلك بإثباتات وأدلة منطقية. أما من طريق مغاير لذلك فهو أدعى لفقد الثقة بأخبار تلك الصحيفة وتلاشيها شيئًا فشيئًا.
إننا بحاجة للخبر الصّحفي المُفسّر، الذي يُعطي التحليلات والتفصيلات لحدث وقع فعلًا على أرض الواقع ولم يعتمد في صياغته على العواطف الجياشة أو التخمينات غير المنطقية لكسب ثقة المُتلقي.
نسأل الله لنا ولكم صلاح الأمر، والبُعد عن الأخبار المُلفقة.