أمحمدٌ
أمحمدٌ إنّ الفؤادَ معذّبُ
حفًا وإني لستُ إلّا مطربُ
أمحمدٌ لطفًا فلستُ مرائيًا
كلّا ولستُ مراهقًا يتذبذبُ
أمحمدٌ، طيفًا أراهُ سابحًا
نحو الكمالِ، فهل ترانيَ أكذبُ!
طيفًا أراهُ خلف آياتِ الربا
يبدو كريمٍ شادنٍ يترقّبُ
ذا مقلتين تكحّلا عن خلقةٍ
يحففهما رمشٌ عليلٌ أشهبُ
والخدُّ يا للخدّ ما خدّ بدا
إلّا أريج الورد أحمرَ يلهبُ
يلقي إليَّ نظرةٍ وبثغرهِ
يبدي التبسمَ ضاحكًا يتعجّبُ
خلوُ الشفاه فليتني قبّلته
عانقته، لشفي فؤادٌ ذائبُ
يا قلبيَ الولهان كفَّ ترنُّحًا
ودعِ الجنون فلستُ ممن يلعبُ
كذبٌ يقينًا إن بدا ليَ واهيًا
بالحب ينشرُ شعره بل يكتبُ
كذبٌ يقينًا أن تراهُ شافيًا
فالحبُّ داءٌ لا دواء فيُشربُ
آه لقلبٍ عاشقٍ قد فتّه..
بعدُ الحبيبِ فليت حبيَ يكذبُ
هذا النص للصديق الحبيب السيد إبراهيم باقر الشرفا
نص من بواكير التجربة. وبالصراحة نشرت هذا النص وأعلم أن السيد قد لا يروق له هذا ولكني وفاءً للذاكرة الورقية أضمنه هذه السلسلة، وهذا النص يوقفني عند محطتين:
الأولى حول هذا الشاعر في زمنه
السيد إبراهيم كان زميل دراستي الجامعية. امتلك السيد القلوب والأنفس بدماثة خلقه. ولين عريكته. فكان مؤلفًا لنا أيام الهجرة الجامعية قبل أربع وعشرين سنة تقريبًا، أتذكر أيام كنا في الجامعة وبالتحديد يومي الخميس والجمعة عندما نكون في السكن الجامعي
ونجتمع بعد صلاة الفجر في غرفته لتناول الإفطار الصباحي واللقاء المعرفي والثقافي. بكل بساطة الضوء المغموس بالنقاء.
السيد إبراهيم. لكل من عرفه وتداخل معه يجد فيه الروح الكبيرة والإنسان الترابي. والمربي الحاني. ويذكرني بقول الشاعر:
تراه إذا ما جئته متهللا
كأنك تعطيه الذي أنت آملُهْ
ولو لم تكن في كفّهِ غير نفسِهِ
لجاد بها فليتقي الله سائلُهْ
هو البحرُ من أيّ النواحي أتيته
فلجّتُه المعروفُ والجودُ ساحلُهْ
ومما يؤسف له أن سيدنا الأعز لم يكمل مشوار الكتابة الشعرية. رغم جهوزيته وحماسه
فهو أحد أعضاء ورواد جماعة المهجر الجامعي الأدبي بالرياض. والمحطة الثانية. من تعالق هذه الحكاية الورقية هو ما هي مآلات البدايات!؟ الكثير منا لا يريد تجربته الأولى أن تظهر للعلن، بل يقوم الكثير بشطبها من قاموس حياته. ويبررون لذلك بأنهم تجاوزوا هذه الكتابة المتواضعة، والتي يخجل من الاعتراف بها حتى. والبعض يبقيها كشاهد على تاريخ المرحلة. ويعلقها في متحف الذاكرة المقروءة.
ولكلٍّ تعليله المقبول.
