جسد الشاب عبدالله محمد المسقلب، موقفاً رائعاً في الإيثار والتضحية، حين تبرع بكليته لابنة أخيه البالغة من العمر 8 سنوات، ضارباً أروع أمثلة الوفاء والإنسانية، ومنقذاً بذلك حياتها.
والمسقلب البالغ من العمر 24 عاماً، حركه شعور الأبوة تجاه ابنة أخيه الطفلة، ليتبرع لها بجزءٍ مهم من جسده، بعد أن صارعت المرض لمدة عامين، ليؤكد بذلك على أن العم قد يكون شريكاً في مشاعر الأبوة ومسؤولياتها.
ويذكر الشاب عبدالله المنحدر من بلدة القديح لـ “القطيف اليوم” بأنه بعد أن اكتشف الأهل إصابة ابنتهم بالفشل الكلوي، وبعد أن قضت سنتين من عمرها وهي تعاني مثلها مثل أي مصاب بهذا المرض، ولربما كانت معاناتها أشد وقعاً في النفس، نظراً لصغر عمرها، قرر والداها التبرع لها، ولكن لم يحلفهما الحظ نظراً لعدم توافق التحاليل.
وأضاف بأنه بعد نتيجة عدم التوافق، اخترت أن أكون أنا المتبرع لها، وقد كنتُ أرجو الله أن أوفق لأن أحظى بشرف إنقاذ حياتها، معبراً عن سعادته تجاه نتيجة التحاليل التي جاءت متوافقة بأنها أجمل من شعوري تجاه تحاليل الزواج.
وشهد يوم الثلاثاء 20 محرم 1439 هـ، نجاة الطفلة زينب المسقلب وتخلصها من آلامها، بعد أن تمت العملية في مستشفى الملك فهد التخصصي، لتقلد بذلك عمها عبدالله شرف أكبر إنجاز قام به في حياته حسب تعبيره.
الجدير بالذكر أن محافظة القطيف شهدت خلال السنتين الأخيرتين عدداً من حالات التبرع بالكلى، ورسم صور إنسانية مختلفة، بعضها لأقارب من الدرجة الأولى، وأخرى لأغرابٍ لم يجمعهما غير عمل الخير، وجزءٌ من جسدٍ فارق صاحبه ليستقر في آخر والثمن “القربى من الله” فقط.